لا يقتصر دور دولة الإمارات العربية المتحدة على نشاط محدد مثل الدور السياسي والديبلوماسي فقط.. بل يتجاوزه إلى العديد من الأدوار الأخرى المهمة، حيث تقدم الإماراتُ الكثيرَ للعالم والإنسانية، ولم تتوقف يوماً عن مد يد العون لدول ومجتمعات عانت وتعانى الكثير من المآسي، بل واصلت وتواصل جهودها الإنسانية لصالح هذه الدول والشعوب في جميع أنحاء المعمورة دون استثناء.. وهي جهود جبارة ومقدَّرة كل التقدير. لقد اعتادت الإمارات الاطلاع بدورها الإنساني الرائد والنبيل في ظل عالم يموج بالكثير من الكوارث الطبيعية والمآسي الإنسانية الناتجة عن الظلم الممنهج لبني البشر. ومن هنا لا نتردد في القول بأن هذه الجهود ليست غريبة عن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، والتي ظلت على الدوام سبّاقة إلى الخير. إن النهج الذي سارت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ومن قبله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، يعتبر مفخرة وأمراً يثلج الصدر في استمرار مسيرة الخير والعطاء، ليس على مستوى المساعدات فقط، وإنما في مجالات وأصعدة أخرى متعددة، وحيال دول كثيرة في مختلف قارات العالم. 
ولا شك في أن للجهود والمبادرات الإماراتية، في مساعدة المحتاجين في كل بقاع العالم، تأثيراً كبيراً في التخفيف من معاناة الشعوب المستهدفة بها، كما أن من شأنها أن تعزز ثقة الإنسان في أخيه الإنسان من أجل إعادة بناء ما دمرته الحروب والصراعات بين البشر وما حطمته الكوارث الطبيعية المختلفة في أنحاء العالم أجمع. وهي تمثل كذلك نقطة انطلاق للعديد من المنافع الأخرى، التي من شأنها التأسيس لمراحل مستقبلية متقدمة في مسيرة الإنسانية. 
إن تواصل مسيرة الخير في الخليج عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، وما طبعها من جهود كبيرة ونتائج طيبة، يلقى إشادة كبيرة وغير محدودة من قبل المجتمع الدولي والهيئات الأممية، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة التي أشادت في أكثر من مناسبة بتلك الجهود على مختلف الأصعدة، السياسية والديبلوماسية والإنسانية والاجتماعية، وضربت بها أروع الأمثلة التي يمكن لأي دولة من دول العالم الاقتداء بها. وكما نعلم فهي جهود شملت الأقربين من الأشقاء العرب ومن ثم الأصدقاء في العالم وإخْوة الإنسانية، ولم توفر أي محتاج مهما كان بغض النظر عن أي اعتبارات ثقافية أو دينية أو عرقية أو جغرافية. 
نتمنى لجهود الخير الإماراتية مزيداً من التوفيق والاستمرار على هذا النهج الطيب والمثمر، وأن تظل الإمارات ذخراً للشعوب العربية ولسائر الإنسانية.. فــــشكراً لنبع الخير، شكراً لدولة الإمارات العربية المتحدة.

*كاتب كويتي