من المنظور الطبي العلاجي، حمل فيروس كورونا في طياته، الكثير من المفاجآت لأفراد الطاقم الطبي، وفي أحيان أخرى العديد من الألغاز والأحاجي، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتنوع وتعدد واختلاف الأعراض التي تظهر على المصابين، وفداحة المضاعفات التي قد تنتج عنه، ناهيك عن الأثار الصحية بعيدة المدى، ضمن ما يعرف بكوفيد طويل المدى.

إحدى تلك الألغاز هو ما أصبح يطلق عليه الاختناق الصامت (Silent Hypoxia)، حالة ينخفض فيها مستوى الأوكسجين في الدم لمستويات خطيرة، دون أن يشعر المريض بذلك. ففي الشخص الطبيعي، تتراوح نسبة مستوى الأوكسجين في الدم بين 95% إلى 100%. وما لاحظه الأطباء خلال الفترة الماضية، أن بعض المرضى عند وصولهم للمستشفى، يكون مستوى الأوكسجين لديهم مجرد 80% أو أحياناً حتى 70%، دون أن تظهر عليهم أعراض هذا الانخفاض الشديد والخطير، ويتم اكتشاف هذا الوضع الخطير فقط عند قياس مستوى الأوكسجين في الدم بجهاز خاص (Pulse Oximeter).
وبما أن هؤلاء المرضى في هذه الحالة المزرية، يصعب علاجهم بشكل فعال، وتكون العواقب عليهم وخيمة غالباً، شرع الأطباء في إسداء النصيحة، بضرورة شراء هذا الجهاز بشكل شخصي، حيث لا يزيد ثمنه عن 20 جنيهاً إسترلينياً، وتوصية من يتعرضون للعدوى بالفيروس، ولم يتم حجزهم في المستشفى، بقياس وتسجيل مستوى الأوكسجين في دمائهم ثلاث مرات على الأقل خلال اليوم. وتتضمن أيضاً التوصيات، ضرورة الاتصال بالطبيب المعالج إذا ما انخفضت نسبة الأوكسجين عن 94%، والذهاب للمستشفى أو طلب إسعاف إذا ما انخفضت النسبة عن 92%.

كما قام نظام الرعاية الصحية الوطني في إنجلترا بتوزيع 300 ألف جهاز على المصابين بكورونا ممن تخطوا سن الخامسة والستين، وكل من هم أصغر من هذا السن إذا ما كانوا يعانون من مشاكل صحية أخرى، أو تبعاً لتوصية الطبيب المعالج. ويتميز هذا الجهاز بسهولة الاستخدام، حيث إن في طرفه مشبكاً يوضع حول الأصبع الوسطى، ويخرج منه ضوء يقيس مستوى الأوكسجين، والكثيرين منا خضعوا بالفعل لهذا الفحص من قبل الممرضة عند زيارتهم لطبيبهم. وينصح الأطباء بتجنب التطبيقات التي تحمل على الهواتف المتحركة، ومراعاة أن يحمل الجهاز علامة الجودة وأن يكون من شركة معروفة.