في ظل التزايد المستمر في أعداد من تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم، وانتظارهم الجرعة الثانية بعد بضعة أسابيع، يتساءل الكثيرون منهم عما إذا ما كان بإمكانهم تقليل إجراءات الوقاية، الموصى بها لمن لم يتلقوا أي تطعيم، مثل التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات.
والإجابة ببساطة هي لا. لا يجب أن يغير من تلقوا جرعة واحدة من سلوكهم، أو أن يخفضوا من مدى التزامهم بتدابير الوقاية ضد العدوى. ويعود ذلك لسببين؛ الأول: أن الجرعة الواحدة لا تحقق الوقاية الكاملة، وثانياً: لأنه لا يوجد دليل حالياً على أن تلقي جرعة واحدة من التطعيم يمنع العدوى بالفيروس، ومن ثم نشره بين الآخرين.
حيث إن فعالية التطعيمات لا تقاس بقدرتها على منع حدوث العدوى، وإنما على قدرتها على منع ظهور أعراض المرض، ووقف تولد المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي للوفاة. فمن الثابت والمؤكد حالياً، إمكانية حدوث العدوى دون أن تظهر على الشخص أي أعراض أو علامات، وفي الوقت نفسه لا يوجد أي دليل على أن تلقي جرعة واحدة، أو حتى جرعتين، يمكنه أن يوقف نقل الفيروس من المطعمين إلى الآخرين.
كما أن الدراسات قبل السريرية، لم تثبت أن الجرعة الواحدة ينتج عنها قدر كافٍ من المناعة، ولذا قرر مطورو التطعيمات من العلماء والأطباء، الاعتماد على جرعتين بدلاً من واحدة. وخلال الدراسات السريرية، قبل البدء في توزيع التطعيمات التي حصلت على التصريح بالاستخدام، كان هناك زيادة ملحوظة في الأجسام المضادة، وفي الخلايا المناعية، بعد الجرعة الثانية. وهو ما عبر عنه الرئيس التنفيذي لشركة «فايزر» بقوله إن إهمال وإغفال الجرعة الثانية سيكون خطأ كبيراً، كونها تضاعف تقريباً مقدار الحماية التي يحصل عليها الشخص.
والخلاصة هي أنه لا يجب إهمال أو إغفال أو تأجيل الجرعة الثانية عن موعدها المحدد، كما يجب على من تلقوا التطعيم، سواء كان جرعة واحدة أو جرعتين، الالتزام بنفس توصيات الوقاية لمن لم يتلقوا أي من الجرعتين، وبالتحديد التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات، وغسل اليدين، والاعتماد على التهوية الطبيعية قدر الإمكان، وتجنب الأماكن المزدحمة المغلقة.