ما فتئت تركيا بقيادة أردوغان تدخل في خسائر تلو الأخرى بدءاً من مغامرات التدخل في شؤون الدول الأخرى.. وانتهاءً بالدخول في مشاريع اقتصادية خاسرة لم تجن منها تركيا سوى المزيد من الخسائر التي يدفع ثمنها المواطن التركي البائس. 
من المؤشرات الأولية للخسار الاقتصادية: انخفاض قيمة العملة التركية المحلية مقابل الدولار، حيث يتراجع سعر صرف الليرة التركية يوماً بعد يوم، نتيجة سياسات اقتصادية خاطئة، وذلك على الرغم مما تبدو عليه الأمور في الدولة والإعلام المضلل الذي يشير إلى صحة وعافية الاقتصاد المحلي المثقل بالكوارث الاقتصادية، ما جعل تركيا تصدّر ما تعانيه في الداخل إلى الخارج مستغلة عدم دراية شعبها ببواطن الأمور وانشغال الناس بتوفير لقمة العيش صعبة المنال في ظل ظروف سيئة، تعود بالأساس إلى مغامرات سياسية خارجية تسفر عن مشكلات إقليمية، ويعاني تداعياتها الداخل التركي.
وعلى الرغم من كون الاقتصاد التركي متنوع المصادر، لكنه يعاني من أزمات مختلفة في الفترة الأخيرة، سببها هو سياسات أنقرة تجاه أوروبا وتجاه محيطها الإقليمي. وضمن هذا الإطار، تأتي علاقات تركيا المتوترة مع أقرانها في الدول الأوروبية، وأيضاً في محيطها الشرق أوسطي.
ومن ناحية أخرى، فإن أكثر الأسباب التي تؤكد على مسلسل الخسائر التركي، خاصة على الصعيد الاقتصادي، هو مساعي القيادة التركية إلى تصدير مشكلاتها الداخلية إلى منطقة الشرق الأوسط وجوارها، وذلك في إطار مبدأ الهروب إلى الأمام. وفي النهاية، هذا الهروب لابد وأن يأتي يوم، ويسفر عن تداعيات خطيرة، إنْ لم يكن داخلياً فخارجياً على الأقل من خلال المغامرات التي يتورط فيها الجيش التركي. 
سياسات أردوغان سببت الكثير من المشكلات داخلياً حتى إن بعض المحللين الأتراك يرون أن «الكثيرين من المتدينين والعلمانيين والأكراد والقوميين يرفضون الكثير من سياساته الخارجية خصوصاً التدخل العسكري في سوريا وليبيا مؤخراً بل وأي بلد عربي إسلامي، فهو يفقد شعبيته شيئاً فشيئاً». وأن كل تلك التأثيرات السلبية سياسياً واقتصادياً ناجمة في الأساس عن تغليب البعد الأيديولوجي الذي تكرسه القيادة التركية الحالية منذ وصولها إلى السلطة. وهذا ما حدث مع أردوغان الذي أصبحت الأيديولوجيا تتحكم عنده في السياسة الخارجية بشكل أكبر من العقل والمنطق ويلاحظ ذلك جيداً في خطابه الأخير المليء بالعاطفية والمشحون بنظرية المؤامرة.. 
من هنا نصل إلى أن مسلسل الخسائر التركي لن يتوقف عند حد طالما استمرت هذه السياسات الخاطئة، التي تُدخل تركيا اقتصادياً وسياسياً في مسلسل من التراجعات وفي نفق مجهول غير معروف النهاية.
*كاتب كويتي