ليس بمستغرب أن يخرج علينا شيخ الإرهاب عيسى قاسم برسالة يحث فيها من تبقى له من اتباعٍ في البحرين بضرورة طرق أبواب الشهادة، بل يصر على أن الشهادة هي الإسلام. عن أي إسلام هذا الذي يدعو أن يقتلَ بحرينيٌ آخر، شريك له في وطن وصناعة أمل، أي إسلام هذا الذي يكون مرتكزه مظلومية كاذبة قصصها مجمعةٌ من خيالات وأساطير نسجها حفنه من الدجالين واليوتيوب يعج ُبها.

عن أي إسلام، وأي شهادة. وأنت تستحضر بعض ما قاله شيخك عبدالأمير الجمري، وماذا قدم كلاكما عبر تاريخه الخاص والمشترك للمذهب قبل أهله غير طريق من الآلام والتحريض على الكراهية والإرهاب كما جاء في رسالتك. وإنْ كان من شهادة تدين بها نفسك، فليس أقصر إلى ذلك من صورتي المجرم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس الذي تظللت بها أثناء رسالتك المسجلة لمن تبقى لك من اتباع في البحرين.

وهنا دعني أشارك اتباعك فيما تفاوضت أنت عليه يا عيسى قاسم قبل خروجك من البحرين، فأنت لم تطالب بتخفيف أحكام من أدينوا في جرائم إرهاب، أو حتى رفع الحظر عن «جمعية الوفاق» مثلاً، بل جل ما طالبت به هو حصانة حساباتك المتورمة بأموال الخُمس الزقوم التي تأخذها من فقراء البحرين قبل أغنيائها من طائلة القانون. وناقل هذه الحقيقة بعض خاصة من تفاوض بإسمك مع الدولة. وربما ما لا تعلمه والآخرون يا عيسى قاسم، أن ذلك الشخص، طلب نفس الحصانة لحساباته الشخصية المتورمة بمال الخُمس. تلك حقيقتكم، وما المذهب إلا مطيتكم لنهب واستغفال البسطاء ومن قبل بأن يُستغفل.

مكتسبات إطفاء نار فتنتكم الطائفية الفاشية في 2011 ستبقى مصانة بعزيمة أهل البحرين. أما أن قرر بعض أتباعك تجربة إرادة البحرين، فليعلموا أن الاستحقاقات ستكون بمقاس تاريخ هذه الدعوة العبثية، وأنت يا عيسى قاسم تتذكر ما تعنية (الدعوة) ولا حاجة لتذكيرك.

البحرين ليست بعض متاع مذهب أو مشروع ذيلي لولاية فقيه شيعي في قُم أو آخر سُني في اسطنبول، وكذلك هو حال كل ذرة تراب من أرض الخليج والجزيرة العربية. وليذكر الجميع معنى أنها عربية، لأن هويتها لا تقبل القسمة على سواها وطنياً أو سياسياً. وأن الوقت قد حان لرفع الحصانة عن الولاء لمشاريع سياسية خارجية بحجة أن ذلك الولاء روحي مذهبي. فمتى كانت سلطة المرشد خامنئي روحية أو رديفه في النجف غير سياسية، وهل ما ارتكب من جرائم في حق الإنسانية في سوريا والعراق إلا بأمرهم المباشر، وكذلك تحريض خامنئي الشخصي على أمن واستقرار دولنا.

هل أطنان المتفجرات والسلاح التي تكتشف في عموم دول الخليج هي عطايا روحانية من المرشد خامنئي، أم هي أدوات قتل لا تفرق بين انتماء ضحاياها المذهبي. وإن أرادت قيادتنا السياسية إيصال صوت إرادة البحرين، ليتخذ قرار وضع اليد بشكل فوري على كل مصادر تمويل ذلك الإرهاب وأكبرها حسابات الخُمس، ولتصادر فوراً كل حسابات الإرهابي عيسى قاسم وتابعة فوراً. وكذلك الحال في أمر قضية بنك المستقبل، ليكتشف الجميع عمق التآمر الاستراتيجي بين ولاية الفقيه (طهران) ومشروع إحياء الأمة الاسلامية (إسطنبول الأردوغانية) على ما تعنيه هويتنا العربية. 
البحرين بأهلها، هي اليوم أعز وأمنع، وإما من أراد أن يرى فيك آية، فذلك شأنه. إلا أننا نعدهم ونعد أسيادك في قُم يا عيسى قاسم «إن عدتم عدنا»، إلا أنها ستكون القاضية لكل ما تمثله قُم على هذه الأرض العربية الوائلية.
*كاتب بحريني