مرة أخرى يحقق معرض «جيتكس» في دورته الـ40 نجاحاً جديداً، ويؤكد أنه أهم حدث تقني عالمي في 2020، وأكثر معارض التكنولوجيا استمرارية وتقدماً عام بعد عام. فقد أُقيم على الرغم من التحديات التي تواجه العالم في هذا الظرف «الكوروني» الاستثنائي، الذي أدى إلى إيقاف وتأجيل معظم الفعاليات في مختلف دول العالم، في حين تحولت فعاليات أخرى مهمة إلى العالم الافتراضي.
ولا شك أن الإمارات بإقامتها هذا الحدث الذي يستقطب أهم الشركات التكنولوجية من مختلف أرجاء العالم، تثبت أنها قادرة على تخطي المخاطر، وأن باستطاعتها تجاوز المحن، مسخّرةً إمكاناتها لاستعادة عافيتها بسرعة، في حين أن بقية الدول – وحتى المتقدمة منها – تحتاج زمناً أطول، والتجارب الماضية تؤكد ذلك.
إن إقامة جيتكس 2020 في هذا العام العصيب ما هو إلا برهان على التزام الإمارات تجاه شركائها لتهيئة الظروف، التي تمكنهم من استئناف إنتاجهم لإيجاد حلول تدعم التطور التكنولوجي، ولتيسّر أيضاً للشركات المختلفة فرصة الاستمرار ومواجهة مختلف التحديات.
والمراقب لجيتكس في هذه الدورة يتثبّت من حقيقة واحدة، وهي أن الركود الاقتصادي العالمي الذي توقعه خبراء الاقتصاد بعد جائحة كوفيد-19، لن يثني الدول عن العمل لمعالجة الآثار الناتجة عن انتشار هذا الوباء، كما أن الشركات الكبيرة لن تستمر في تقليص إنتاجها، وها هي تبدأ بالعودة بخطط جديدة هدفها استمرارية الأعمال.
إن البنية التحتية المتطورة التي ركزت الإمارات على توفيرها، وما قدمته من خدمات على مدار العقود الماضية قادها إلى ما هي عليه اليوم لتكون حاضنة للأعمال وللنمو المستدام، ولتنجح في وضع معارضها عموماً وجيتكس على وجه الخصوص في مقدمة المعارض العالمية، وما يؤكد ذلك مشاركة عمالقة ورواد صناعة التقنيات حول العالم في جيتكس 2020، إضافة لمشاركة الشركات الناشئة التي استعرضت أحدث ابتكاراتها، ومن المنتظر أن يكون لها تأثير بارز في المرحلة المقبلة، لا سيما وأنها ركزت على تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، والتحليلات المعززة، والتنقل في المستقبل، والاقتصادات الرقمية، والأمن السيبراني.
والمطلّع على مسيرة معرض جيتكس تتشكل لديه رؤية مهمة، وهي أن الإمارات تسعى إلى تحقيق الريادة في مجال الاقتصاد الرقمي، في ظل امتلاكها أحد أكثر مجتمعات الابتكار وريادة الأعمال حيوية في المنطقة، وفي ظل اعتماد الحكومة خطة إنشاء قطاع رقمي متطور باعتباره ضرورة اقتصادية وطنية.
لقد وضع هذا العام الدول موضع اختبار صعب، ليس فقط على مستوى مواجهة فيروس خطير باغت العالم أجمع، إنما أيضاً على مستوى التعامل مع التكنولوجيا التي باتت أيضاً عنوان 2020، فشهدت الأعمال الرقمية والافتراضية نمواً هائلاً، وتسارعت خُطى الدول المتقدمة نحو المستقبل، ولكون الإمارات إحدى أكثر دول العالم سرعة في النمو والتطور، فهي تركز جهودها ليكون لها موقعاً استثنائياً في الأعوام القليلة القادمة، والتي ستكون رقمية بامتياز.
مع إجراءات احترازية ووقائية دقيقة وموصى بها محلياً ودولياً تمّ تنظيم جيتكس 2020، وذلك لضمان توفير أعلى مستويات السلامة لكل من العارضين والزوار وكذلك الخبراء المشاركين في جلسات حوارية وندوات طرحوا فيها أهم قضايا الحاضر والمستقبل، أولئك الذين زادوا عن 350 خبيراً مثلوا نحو 30 دولة. ولعل كلمة السرّ في نجاح جيتكس 2020 هي نفسها التي تمنح الإمارات الحق في عضوية نادي النُخب الدولية بما تتميز به من توافر لأهم متطلبات نجاح الأعمال، والتي تتمثل بالدرجة الأولى في وجود العقول والكفاءات والمهارات والطاقة البشرية العاملة فيها، والبيئة المتكاملة التي تمكّنها من تقديم الدعم اللوجستي للأعمال على اختلاف مجالاتها، والتشريعات والقوانين الجاذبة لكبريات الشركات، وكل ذلك سيجعل دورها ريادياً في تشكيل مستقبل التكنولوجيا.