ينوي القائمون على نظام الرعاية الصحي الوطني في بريطانيا (NHS)، إطلاق برنامج تجريبي، يهدف إلى تحقيق التشخيص المبكر لخمسين نوعاً مختلفاً من الأمراض السرطانية. ويعتمد هذا البرنامج على فحص دم مبتكر يحمل اسم (Galleri)، طورته شركة أميركية مقرها ولاية كاليفورنيا، ويدعمها بعض كبار المستثمرين، مثل «بيل جيتس»، و«جيف بيزوس» مؤسس شركة أمازون.
ويهدف فحص الدم هذا إلى التشخيص المبكر للأمراض السرطانية، والتي لم تظهر أعراضها وعلامتها بعد، وخصوصاً الأنواع القاتلة منها، مثل سرطان البنكرياس وسرطان المبيضين. حيث يعتبر التشخيص المبكر للعديد من الأمراض السرطانية، من أهم العوامل في تحديد نسبة الشفاء واحتمالات النجاة. فالدراسات الواحدة تلو الأخرى، تظهر أن الكشف المبكر عن السرطان من خلال الفحوص الطبية المسحية، يمكنه أن يخفض من الوفيات بنسبة تصل أحياناً إلى 35 في المئة.
ولكن هذه الفحوص المسحية لا زالت تواجه مشكلات علمية وفنية، تعيقها عن أن تصبح ممارسة يومية، وتمنعها من أن تكون أكثر فاعلية في اكتشاف الأمراض السرطانية مبكراً. هذا الواقع يهدف إلى تغييره البرنامج الذي سيطلقه نظام الرعاية الصحية البريطاني منتصف العام القادم، حيث ستتم تجربة الفحص الجديد على 165 ألف شخص، وإخضاعهم بشكل دوري للفحوصات الطبية المعتادة التي تكشف عن الإصابة بالسرطان، لبيان ما إذا كان الفحص الجديد قد أظهر إصابتهم في المراحل المبكرة من المرض.

ويتوقع أن تظهر النتائج النهائية لفعالية ودقة هذا الفحص بحلول عام 2023، ورغم بعض التحفظات والتشكيك في دقته، فإن الخبراء والمتخصصين في مجال الأمراض السرطانية، يرون أن تطويره مثل أصبح ضرورةً قصوى. في ظل حقيقة أن في الولايات المتحدة مثلاً، يصاب مليون وأربعمئة ألف شخص بالسرطان سنوياً، يلقى أكثر من نصف مليون منهم حتفهم في النهاية. وفي بريطانيا، والتي يشخص فيها يومياً إصابة ألف شخص بالسرطان للمرة الأولى، يكون نصف هذه الحالات في المراحل الأولى أو الثانية من المرض، بينما يكون النصف الآخر في المراحل المتقدمة التي يصعب علاجها.