قبل نوفمبر، كان هناك سيناريو وردي حول إصلاح الهجرة سار على النحو التالي: سيخسر «الجمهوريون» كلا من البيت الأبيض ومقاعد الكونجرس. بعد خروجهم من السلطة، كانوا يبحثون مرة أخرى ليجدوا سلاح التركيبة السكانية يحوم فوق رؤوسهم. هذه المرة، سيكون الجمهوريون خائفين بما يكفي للتصرف، متجاهلين صيحات قاعدتهم الأصلية وعقد صفقة بشأن الهجرة.

حسناً، لقد خسر «الجمهوريونس البيت الأبيض. لكن الحالة المتفائلة قد تكون أقل واقعية مما كانت عليه في عام 2013، عندما أقرت الأغلبية العظمى إصلاح قانون الهجرة في مجلس الشيوخ قبل أن يخنق رئيس المجلس الجمهوري، جون بوينر، التشريع في مجلس النواب. لماذا الآفاق أسوأ الآن؟ إن رغبة العشرات من القادة الجمهوريين وملايين الناخبين الجمهوريين في الانغماس في فنتازيا غوغائية حول اختصار عهد الرئيس دونالد ترامب لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل التسوية، لاسيما تسوية الهجرة.
لقد أوضحت هجمات الحزب «الجمهوري» على أصوات السود مرة أخرى أن القومية البيضاء هي الراية التي يحشد الحزب قوته تحتها. ويصنع غضب البِيض وتدفقات الهجرة مزيجاً متقلباً.
ويمكن القول، إن سياسة الهجرة كانت العنصر الأكثر تماسكاً في رئاسة ترامب. فمع أكثر من 400 إجراء تنفيذي، سعى ترامب إلى هدف واحد واضح: تقييد الدخول القانوني وغير القانوني إلى الولايات المتحدة، كانت بعض أفعال الإدارة قاسية، والقليل منها فاتر أو متردد.
تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن بإنهاء «هجوم ترامب المتواصل على قيمنا وتاريخنا كأمة من المهاجرين». لقد التزم بإنفاق رأس المال السياسي «لتحقيق إصلاح الهجرة في النهاية». لكن لا يجوز لأي قدر من رأس المال التأثير على قادة الكونجرس الجمهوريين. إن عدم قدرة الحزب على التكيف مع خسارة الانتخابات، حيث أدت هزيمة ترامب إلى زيادة طفيفة في مستويات خطيرة بالفعل من الوهم الجماعي، تشير إلى أنه ليس مستعداً لاحتضان مستقبل متعدد الأعراق تمثل الهجرة فيه المحرك والرمز.
يقول المدافع المخضرم عن الهجرة فرانك شاري، إن بايدن يمكنه التراجع عن إجراءات ترامب التنفيذية ببعض من إجراءاته. ويشير إلى أن «هذا المسار أكثر عرضة للطعن القانوني أمام القضاة المحافظين، وليس دائماً مثل التشريع. لكن هناك الكثير مما يمكن عمله».
لقد دعا بايدن إلى إلغاء حظر السفر المفروض على مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة وإجراء تغييرات على تعريف إدارة ترامب للمهاجرين الذين يشكلون عبئاً على المجتمع. كما سينهي سياسات ترامب التي تنطوي على القسوة المتعمدة، بما في ذلك فصل الأسرة وبرنامج البقاء في المكسيك الذي يقيد طالبي اللجوء في ظروف خطرة في بعض الأحيان، بينما ينتظرون الإغاثة التي نادرا ما تأتي. وسيعزز بايدن برنامج العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة، والذي سيمكن ملايين الشباب المؤهلين من البقاء في الولايات المتحدة، على الأقل حتى تنتهي هذه الملحمة المدمرة اقتصادياً وغير الإنسانية.

ومع ذلك، فمن دون سيطرة «ديمقراطية» كاملة على الكونجرس، من الصعب أن نرى كيف يمكن لبايدن أن يدفع تشريعاً لتيسير الحصول على الجنسية لأكثر من 10 ملايين مهاجر غير شرعي أو إدخال إصلاحات لبرامج التأشيرات والتي يمكن أن تعزز القدرة التنافسية للولايات المتحدة.

*كاتب أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»