مما يجلب السرورَ ويشعِر بالاعتزاز ونحن نشرف على الخمسين في عام 2021، مستوى التقدم الذي تحرزه دولة الإمارات العربية المتحدة على عدة صُعُد، محلياً وإقليمياً ودولياً، بمؤشرات ذات معايير عالمية.
‎ويعود ذلك لعدة عوامل، يأتي في مقدمتها اهتمام القيادة الرشيدة بتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات، باعتبارها ضرورةً ملحة، من شأنها أن تسهم في رسم المستقبل المشرق الذي تتطلع إليه الإمارات، إضافة إلى الاستثمار في المواهب والكفاءات البشرية بوصفها المحرك الأساسي للعملية التنموية بمختلف مساراتها.
‎ وقد أسهمت البنية التحتية التكنولوجية المتطورة في تعزيز جاهزية مختلف القطاعات الحيوية، لا سيما منظومة التعليم التي نجحت في التحول إلى نظام التعلّم عن بعد بسرعة وكفاءة كبيرتين، مما كان له الأثر الأكبر في استكمال العام الدراسي وحضور الطلاب للفصول المقررة افتراضياً ودون انقطاع، وعلى النسق ذاته، تمكنت القطاعات الأخرى في الدولة من تجاوز إكراهات هذه الظروف الاستثنائية.
‎ولضمان أحسن تنظيم لإدارة خدماتها، عقدت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة 5 اجتماعات تنسيقية لمناقشة خطة الاستعداد للـ50 ضمن مسار المجتمع، تناولت موضوعات العائلة، والشباب، والرياضة، والثقافة، وقيم المجتمع الإماراتي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتكثيف الجهود الوطنية وتعزيز التكامل والتنسيق الحكوميين على المستويين الاتحادي والمحلي لتحديد التوجهات المستقبلية، وفي إطار جهود لجنة الاستعداد للـ50 للوصول إلى المئوية عام 2071 بعون الله تعالى، وشارك في اجتماعات مسار المجتمع وزراء وأمناء عامون للمجالس التنفيذية، وأكثر من 500 مسؤول وموظف من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وبحثوا مخرجات عمل الفِرق الوطنية في محور مجتمع دولة الإمارات، وما توصلت إليه من مرئيات وتوجهات في هذا القطاع الحيوي.. وكل ذلك لرفع مستوى الأداء الحكومي، في عصر السرعة والخدمات الرقمية والذكاء الاصطناعي، واستيعاب اقتصاد المعرفة والمنصات الرقمية والتجارة الإلكترونية والتطورات في مجال الصحة والاتصالات الرقمية؛ كل هذه المفاصل تتطلب العمل والتنظيم وإيجاد جيل رقمي معرفي ذي دراية تقنية قادرة على تسيير هذه المرحلة النوعية وما يميزها من إدارة الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي؛ باستعمال المسرّعات الحكومية في بيئة الاتصالات اللحظية التي تختزل الزمان والمكان.
‎ وتتبنى دولة الإمارات منذ تأسيسها رسالةً نبيلةً تقوم بدور محوري في صناعة الأمل، وفي المرحلة المفصلية الحالية يتضح تركيزها علي المواءمة بين الجانب الصحي وبقية الجوانب الأخرى؛ تعبيراً عن أولوية الحفاظ على أرواح الناس، مواطنين ومقيمين، في إدارة جائحة «كوفيد-19» وتداعيات موجتها الثانية، وقد تعاملت الإمارات مع الجائحة بتقديم مستوى رفيع من الرعاية الصحية المتخصصة، واتخذت تدابير غير عادية لحصر الوباء، بما في ذلك زيادة الفحوصات، مما ساعد على تقليل عدد الإصابات وزيادة حالات الشفاء، وشكلت هذه العملية اختباراً صعباً اجتازته الإمارات بكل ثقة واقتدار، وهو ما أشادت به منظمة الصحة العالمية.
‎ وفي الوقت ذاته، تحملت الدولة الآثار الاقتصادية السلبية للجائحة، وخففت منها محلياً بدعم المشروعات التجارية، واستطاعت تطوير نظم العمل والبنية التحتية لكافة القطاعات بشكل متواصل، ما مكّنها من التعامل بكفاءة واقتدار مع التحديات التي أوجدتها الجائحة في مختلف القطاعات.
‎ وعلى الصعيد الإنساني، اضطلعت الإمارات بدورها كعضو إيجابي ونشط في المجتمع الدولي، حيث سارعت بإرسال 1613 طناً من المساعدات الطبية لأكثر من 120 دولة، استفاد منها 1.54 مليون من الطواقم الطبية.
‎ وفي ظل هذه التجربة الفريدة من التعايش مع جائحة كوفيد-19، تحتفل الإمارات رقمياً بيومها الوطني الـ49، وسط بحر زاخر من المشاعر الوطنية، التي ترفل بالمحبة والفداء لهذا الوطن المعطاء والعزيز على قلوبنا جميعاً.