كان الأسبوع الماضي صعباً على العديد من الأميركيين، بل وحتى بالنسبة للكثيرين خارج الولايات المتحدة. إن القول بأن التوترات تصاعدت بعد انتخابات 3 نوفمبر سيكون أقل مما ينبغي. فقد تأرجحت الولايات المتحدة بين مسارين مختلفين، مع النصح دائماً بالتحلي بالصبر بينما تُنهي الآلية الانتخابية عملها.
اليوم، هناك تقدم متزايد يضع المرشح «الديمقراطي» للرئاسة جو بايدن بالقرب من عتبة البيت الأبيض. كانت حملة «بايدن» تتحدث بثقة متزايدة. ورفع الرئيس دونالد ترامب دعاوى قضائية وأصدر تأكيدات لا أساس لها حول شرعية التصويت.
لكن ما الذي حدث بالفعل؟ يجب أن تستمر الدعاوى القضائية التي تستند إلى أدلة قوية في المحاكم. قبل أسابيع، لم يكن من الصعب التنبؤ بحدوث فوضى وانهيار انتخابي. لكن القصة الطاغية للانتخابات حتى الآن هي قصة الاحترافية والواجب الوطني لموظفي الخدمة المدنية والمسؤولين عن الانتخابات. لقد نجحت العملية حتى الآن وسط ضغوط غير مسبوقة تتعلق بانتشار الوباء والتصويت الجماعي عبر البريد.
يقدم العاملون في فرز الأصوات صورة من الثبات والتصميم على دعوة مدنية عالية. ناخبون لأول مرة مثل «زاك نيس» -الذي قال لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إنه ساعد أيضاً والده في الإدلاء بأول اقتراع له -قادوا المشاركة إلى مستويات لم نشهدها منذ أكثر من قرن. وانتهى التصويت دون وقوع حوادث عنف كبيرة.
ستستمر العملية حتى التنصيب في 20 يناير. ولكن ما تم إنجازه بالفعل يشير إلى أننا نمضي قدماً. خلال الأيام الثلاثة الماضية، أثبتت الكياسة واللعب النزيه ثباتهما وأهميتهما. وهؤلاء أيضاً قاموا بإنجاز رائع -انتخابات سلمية ومهنية وسط جائحة واستقطاب سياسي تاريخي.
في النهاية، لم يستطع المؤسسون سوى وضع حواجز الحماية للتجربة الأميركية. فأفضل وسيلة للتصدي للاستبداد تكمن في الضمانات الدستورية للحرية الفردية. أظهرت السنوات الأخيرة أن تحويل المعارضين السياسيين إلى أعداء شخصيين يضر العملية الديمقراطية. يمكن للبلد البقاء على قيد الحياة، ولكن عندما تترنح من أزمة إلى أخرى، فإنها تصبح أكثر انقساماً. عندما سُئلت «ماري بيكر إيدي»، مؤسِسة صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، عن سياستها في عام انتخابات 1908، أجابت:«ليس لديَّ أي شيء سوى المساعدة في دعم حكومة عادلة، وأن أحب الله، وأحب جاري كحبي لنفسي».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»