بعد أربعة أيام من التوتر وفرز الأصوات عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في الثالث من نوفمبر، أتت اللحظة الحاسمة صباح السبت السابع من نوفمبر، حين أُعلن عن أن ولاية بنسلفانيا، التي تضم 20 صوتاً انتخابياً كبيراً، قد آلت إلى جو بايدن. بعيد ذيوع هذا الخبر بدقائق، بدأت الاحتفالات عبر المدن الأميركية الكبيرة. كان الجو جميلاً وكانت الحشود مبتهجةً. ولم تكن هناك فوضى ولا أعمال عنف. لقد صوّت 75 مليون أميركي لصالح بايدن، وسيصبح هذا الأخير الرئيس السادس والأربعين في ظهر يوم العشرين من يناير 2021. غير أنه بالنسبة لل70 مليون أميركي الذين صوّتوا لصالح دونالد ترامب، كان السبت يوماً كئيباً، وقد عمل خلاله بعض من أقرب مستشاري ترامب، بمن فيهم عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني، على الترويج لشائعات لا نهاية لها حول وجود أعمال غش وعرقلة للناخبين وتلاعب بالأصوات. غير أنه حتى الآن، لم يظهر أي دليل حقيقي على حدوث مخالفات أو أعمال منافية للقانون، كما أنه لا شيء من الطعون القانونية الكثيرة التي رفعتها إدارة ترامب قُبل من قبل المحاكم. وعليه، فسيضطر ناخبو ترامب للاعتراف على مضض بأن بايدن هو الرئيس الأميركي المقبل. وبدون شك، ستظل هناك جهود مستمرة من قبل أكثر أنصار ترامب تشدداً لادعاء أن الانتخابات «زُوّرت»، لكن النخبة الجمهورية تدرك أن الانتخابات انتهت. 
وستشهد الأسابيع القليلة المقبلة مواقف مصطنعة فيما يبدأ فريق بايدن الانتقالي تشكيل إدارة جديدة، غير أن ترامب والجمهوريين سيظلون مسيطرين على البيت الأبيض. زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل دعم الطعونَ القضائية الحالية التي تقدّم بها ترامب، بيد أنه لا يوجد أي دليل على أن هذه الجهود ستغير النتيجة النهائية للتصويت. ولعل المثير للسخرية هو أن ما أصبح واضحاً الآن هو أنه على الرغم من كل المخاوف من تدخل أجنبي في الانتخابات والقلق بشأن تعقيدات إجراءات التصويت الجديدة التي اتُّخذت في هذا السباق الرئاسي بسبب وباء «كوفيد-19»، فإن الإجماع واقع على أن كلا من «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» نظّموا وطبّقوا في كل ولاية عملية انتخابية شفافة بشكل لافت وخالٍ من الحوادث. 
ومن أجل حصول نتائج الانتخابات على مصادقة رسمية، يتعين اتخاذ عدد من الخطوات. فأولاً، يتعين على حكام الولايات إعداد شهادات رسمية لإعلان نتائج التصويت في ولاياتهم. وثانياً، يصوّت مندوبو المجمع الانتخابي في الرابع عشر من ديسمبر ليعكسوا نتائج الانتخابات في ولاياتهم. بعد ذلك، ترسل نتيجة التصويت إلى رئيس مجلس الشيوخ الأميركي في الثالث والعشرين من ديسمبر. وبعدها، يقدّم العدد النهائي للأصوات المدلى بها إلى الكونجرس الجديد في السادس من يناير 2021.
وخلال هذه الفترة، يمكن أن تقع أحداث عديدة لتشوّش أكثر على انتقال سلس للسلطة، وخاصة أن ترامب يبدو عاقداً العزم على مقاومة الضغوط الممارَسة عليه للاعتراف رسمياً بأن بايدن سيصبح الرئيس المقبل. وقد بدأ في تطهير إدارته من الأعضاء الذين يعتبرهم غير موالين بشكل كامل. ففي التاسع من نوفمبر، أقال من خلال تغريدة على تويتر وزيره للدفاع مارك إيسبر، متسبباً بذلك في اضطراب وحالة من عدم اليقين في البنتاجون. ومن المحتمل أيضاً أن يقال مسؤولون رفيعون آخرون في الأمن القومي. لذا، فثمة مخاوف من أن تمنح هذه التدابير أعداء أميركا فرصة للانخراط في أعمال عدائية ضد الولايات المتحدة. كما يخشى البعض إمكانية أن يقدِم الرئيس الحالي، في نوبة غضب واضطراب، على تشجيع الفوضى أو حتى إصدار أمر للجيش بالانخراط في أعمال خطيرة ضد قوى معادية معينة. 
والأكيد هو أن وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة مستمر في التفاقم والوضع الصحي ما فتئ ينتقل من سيء إلى أسوء، في وقت لا يوجد فيه أي مؤشر على أن لدى ترامب ميلا لاتخاذ خطوات أخرى من أجل السيطرة على انتشار الفيروس. ولا شك في أن الخبر السار بخصوص اللقاحات الجديدة أمرٌ مرحَّب به ويثلج الصدر، لكن مع اقتراب موسم العطلة، فإن الواقع هو أن مزيداً من الأميركيين سيصابون بفيروس كورونا. وهذه الحقيقة ستمثّل أولى أولويات إدارة بايدن التي ستواجه تحديات استثنائية في أيامها الأولى.