أكثر من نصف الأشخاص الذين يسكنون نفس المنزل مع شخص مصاب بفيروس كورونا، أصيبوا أيضاً بالعدوى خلال أسبوع، بل إن ثلاثة أرباع العدوى الثانوية التي وقعت بين أفراد العائلة الآخرين، حدثت خلال خمسة أيام بعد بداية ظهور الأعراض على المريض الأول. هذه كانت خلاصة دراسة تمت تحت إشراف مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها يوم الجمعة الماضي في التقرير الأسبوعي للإصابات والوفيات الصادر عن المركز.
وهذا المعدل لانتقال العدوى بين أفراد العائلة الواحدة، والبالغ 53%، أعلى بقدر ملحوظ من التوقعات السابقة، حيث قدرت دراسات أخرى أن هذا المعدل يتراوح بين 20 و40 في المئة فقط. ومما زاد الطين بلة، أن أقل من النصف ممن تعرضوا للعدوى من أفراد العائلة، لم تظهر عليهم أعراض المرض، حتى بعد تأكيد التشخيص معملياً.
وهو ما يعني أنه إذا ما أصيب أحد أفراد العائلة بالفيروس، فسيصاب أكثر من نصف أفرادها أيضاً، وخلال بضعة أيام، لكن لن تظهر أعراض المرض على جزء كبير منهم، مما يجعل هؤلاء مصدراً خطيراً للعدوى لباقي أفراد المجتمع. وبذلك يكون الفيروس قد وجد طريقاً سهلا وسريعاً للانتشار خارج منزل المصاب، في بقية المجتمع، عبر إصابة نصف أفراد العائلة خلال أيام، ودون أن يُظهِروا أعراضاً تتطلب عزلهم.
ولذا يجب على مَن تعرضوا للفيروس، أو يشتبه في إصابتهم بالمرض، الخضوع للعزل الصحي حتى قبل أن يتم تأكيد إصابتهم، وقبل ظهور نتيجة الفحص. وعلى جميع أفراد العائلة القاطنين بنفس المسكن مع شخص يحمل إصابة مؤكدة بالفيروس، أو حتى مشتبه في إصابته، ارتداء أقنعة الوجه، في جميع الأوقات، أثناء تواجدهم في أماكن المعيشة المشتركة.
ولتجنب انتقال العدوى لباقي أفراد العائلة، يُنصح بحصر إقامة المصاب في غرفة جيدة التهوية، مع الإبقاء على الباب مغلقاً، ويفضل تخصيص حمام مستقل لاستخدامه. وإذا ما كان يتوجب عليه مشاركة الحمام مع آخرين، فليكن آخر مَن يستخدمه، ولا يتشارك مع الآخرين في الفوط وباقي مستلزمات الحمام، من صابون وشامبوهات وخلافه. كما يجب أن توضع نفاياته الشخصية، ونفايات ما يستخدمه من أغراض أخرى، في كيسين من القمامة، أحدهما داخل الآخر، والتخلص منها بشكل سريع ومباشر إلى خارج المنزل.