بعد جريمة 11 سبتمبر 2001، انطلق السؤال عاصفاً في الولايات المتحدة عن أسباب كراهية العرب والمسلمين للأميركيين، وجاء الجواب الأميركي الأكثر انتشاراً: «لأنهم يحسدوننا، فنحن متقدمون وهم متخلفون»، وقال آخرون: «لأننا نعيش حياة الحرية وهم مقموعون ومحاصرون في بلادهم»! ولم تُستبعد الأسباب الدينية (الحاضرة في كثير من الأحيان) رغم انتشار رواية أخرى تقدم تكذيباً للتحقيقات الرسمية التي اتهمت عرباً ومسلمين بارتكاب الجريمة، لكن تم تكميم الأفواه التي شككت في التحقيقات ولم يهتم الإعلام العالمي بالكتابات التي اعترضت على الرواية الرسمية مثل كتاب «الخديعة الكبرى» (لتيري ميسان)، تماماً كما أُهمل أمثال بول فيندلي الذي أصدر كتبه «الخداع.. من يجرؤ على الكلام؟.. لا صمت بعد الآن)، والذي كان هدفه أن يغير الصورة النمطية التي زرعها الإعلام الغربي في نفوس الغربيين، مؤكداً على خطر التضليل المنهجي ودعم التطرف لبناء صورة مشوهة عن الإسلام. 
وكثير من المسلمين اليوم يطرحون السؤال التالي: كيف ينظر إلينا الغرب؟ والحقيقة أن غالبية العرب والمسلمين يحبون الغرب ويرونه قدوة ومثالاً، ويقلدونه في حياتهم الشخصية وفي لباسهم وطعامهم وسلوكهم، وهناك مجتمعات عربية أهملت لغتها الأم، وباتت تعتمد الإنجليزية أو الفرنسية في التعليم وحتى في أحاديث الحياة العامة.
وفي السنوات العشر الأواخر، تدفق مئات الآلاف من المهاجرين العرب والمسلمين إلى أوروبا هاربين من الموت قتلا أو جوعاً، وغرق آلاف في البحار خلال رحلات المغامرة للوصول إلى «الأمان»، وسرعان ما توفرت للأغلبية منهم شروط حياة كريمة عبر ترحيب إنساني جميل، وهذا ما يجعلنا نشك في صحة تعميم السؤال «لماذا يكرهوننا؟» وأن يصير سؤالنا: ما هدف هؤلاء الذين يصرون على افتعال أزمات تستفز المسلمين؟ ولماذا يُستهدف النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وما دوافع الإساءة إلى الإسلام؟
لقد أدان المسلمون في العالم كله ما ارتُكب من جرائم باسمهم، كما يدين المسيحيون والبوذيون وسواهم ما يقوم به مجرمون من أتباع كل الديانات، ولا يمكن أن يتحمل مليارَا مسلم تبعات جريمة ارتكبها شاب شيشاني قتل مدرسه بطريقة بشعة، ولم يحمّل أحدٌ المسيحيةَ تبعةَ جريمة ارتكبها نيوزنلادي هاجم مسجداً وقتل خمسين شخصاً من المسلمين فضلاً عن الجرحى وهم يصلون! فالإرهابيون لا دين لهم، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
لقد حرص العرب والمسلمون على تجاوز الماضي الاستعماري بكل ما فيه من مآس وفواجع، وبدأوا يبنون علاقات متينة مع مستعمريهم السابقين، وقد سعى الفرنسيون بصفة خاصة إلى تمتين علاقتهم مع العرب والمسلمين، واستقبلوا نحو ثمانية ملايين مسلم في دولتهم، وعلى الصعيد الثقافي تعززت العلاقات بشكل عميق، وصار «معهد العالم العربي» في باريس معلماً حضارياً تلتقي فيه الثقافة الفرنسية مع العربية لقاء تفاعل ضخم، فضلاً عن السماح بانتشار مئات المساجد والمدارس الإسلامية ومراكز الأبحاث الفكرية.
والمؤسف أن من أذكوا نيران الكراهية منذ أواخر القرن الماضي كانوا مثقفين كباراً من أبرزهم برنارد لويس الذي قال باستحالة العيش بين الغرب والمسلمين، وكان رد الفلسطيني المسيحي ادوارد سعيد عليه مفحماً، كذلك رد العرب والمسلمون على نبوءة هنت/غتون بصدام الحضارات عبر دعوة ملحة إلى حوار الحضارات. 
وإزاء إصرار البعض على إهانة المسلمين والإساءة لرموزهم، بات السؤال مطروحاً لدى كثير من العرب والمسلمين: كيف ينظر الغرب إلينا؟
والمفجع أن هناك من يعتقدون أن إلغاء الآخر ممكن، وأن الهيمنة عليه سهلة.. دون أن يدركوا أن تأجيج الصدام يعزز التطرف في الضفتين، ونعلم أن هناك من يذكي نيران التطرف، ويسعى إلى تقويض السلم والأمن العالمي، ويجعل الأديان ستاراً لأهدافه الخاصة.