بينما يفكر المستثمرون في الأسهم التي ينبغي الاحتفاظ بها حتى عام 2021، قد لا تكون هناك إشارة خطر أكبر من أرباح الربع الثالث الضخمة، هذا بسبب ما فعله الوباء في سلوكيات المستهلكين وأرباح الشركات هذا العام، أي الآثار التي قد تكون انتقالية أكثر مما قد يتوقعه المستثمرون.
نحن نشهد بالفعل تألقاً يخرج من أسهم بعض الفائزين في بداية ظهور الوباء، وهو تأثير قد يتسع مع توجيه الناس انتباههم إلى آفاق الأعمال في العام المقبل، شركتان حدث فيهما قوس «الطفرة الوبائية التي أعقبها الكساد» هما «نتفليكس» و«كيمبرلي كلارك»، خلال المرحلة الأكثر حدة من الوباء، في مارس وأبريل، كانت خدمات بث الفيديو وورق التواليت هي الملاذ النهائي لوسائل الراحة في المنزل.
وتدفق هذا التحول في سلوك المستهلك خلال نتائج الربع الأول، حيث ارتفع نمو مشتركي نتفليكس فوق المعدلات التي شهدها خلال نفس الفترة من السنوات السابقة، كما أظهرت «كيمبرلي كلارك»، الشركة المصنعة لماركات مناديل الحمام مثل كوتونيل وسكوت، نمواً قوياً بالمثل، وفي منتصف أبريل، عندما كانت الشركتان تعلنان الأرباح، ارتفعت أسهمهما خلال العام بينما انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 10%.
لكن مع وجود ربعين آخرين من تقارير الأرباح وراءنا، رأينا أن هذه المكاسب كانت أشبه بمكاسب غير متوقعة لمرة واحدة، لا تزال نتفليكس تشهد عاماً قوياً من نمو عدد المشتركين، لكنها أضافت عدداً قليلاً جداً من العملاء الجدد منذ أبريل، وتراجعت عائدات كيمبرلي كلارك المرتبطة بتزويد المباني المكتبية، في حين أن المستهلكين الآن لديهم مخزون جيد، مما أدى إلى توجيه الشركة المخيب للآمال في تقرير أرباحها للربع الثالث.
وانخفضت أسهم الشركتين بنحو 5% بعد الإعلان عن نتائجهما الأسبوع الماضي، ولم تتغير أسهمهما إلا بشكل طفيف منذ منتصف أبريل، على الرغم من ارتفاع مؤشر S&P 500 بنحو 20% منذ ذلك الحين.
هذه هي العدسة التي ينبغي للمستثمرين من خلالها فحص القوة في أرباح الربع الثالث. وقد تكون شركة «ويرل بول» مثالا رائعاً على هذه الظاهرة، حيث سجلت أرباحاً للسهم الواحد بقيمة 6.91 دولار، محطمةً تقديرات الإجماع البالغة 4.20 دولار. ولا تعتبر الشر كة المصنعة للأجهزة التي تبلغ عن نتائج قوية مفاجئة عندما يكون من الصعب العثور على عناصر مثل الثلاجات في المخزون لعدة أشهر. ومع ذلك، وعقب الارتفاع القوي بعد ظهر الأربعاء الماضي، أغلق السهم على انخفاض يوم الخميس، وربما يتساءل المستثمرون عما إذا كان هذا جيداً كما هو الحال بالنسبة لمشتريات تحسين المنزل المرتبطة بالوباء.
ما قد نشهده في الربع الثالث هو ذروة، سواء في المبيعات الفعلية أو في توقعات المستثمرين، لمشتريات البضائع المرتبطة بالوباء. وعلى مدى عقود عديدة، تقلص شراء سلع مثل السيارات والأجهزة المنزلية مقارنةً بالخدمات المدرجة في سلة الإنفاق الاستهلاكي، لكن هذا تغير بشكل كبير خلال الوباء.
وبافتراض أن أزمة كوفيد-19 ستتلاشى في عام 2021 من خلال مجموعة من اللقاحات يتوقع أن تكون متوفرة للجميع، وبعض التطورات الطبية الأخرى، فمن المحتمل أن يحول المستهلكون إنفاقهم مرة أخرى إلى الخدمات إلى حد ما، وربما حتى المبالغة في الاتجاه المعاكس.
قد يكون الإسكان هو البطاقة الأساسية في كل هذا، مع وجود العديد من الرياح الخلفية الهيكلية للصناعة المتعلقة بالتركيبة السكانية، وانخفاض أسعار الفائدة، وانخفاض العرض، وزيادة الإنتاج.

*كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»