نواكب التقدم والازدهار ليصبح عالمنا المجتمعي واعياً وإيجابياً ومتطوراً في المجالات كافة. ولكن هل كل ما تواكبه عقولنا يتماشى مع التربية الصحيحة لأبنائنا الصغار؟ نسمع عن القنوات الفضائية التلفازية الجديدة والمنصات التطبيقية الذكية، والتي تعرض كل ما هو جديد في عالم المسلسلات والسينما. فهل الاشتراك في هذه المنصات التجارية باتَ من التقدم والازدهار؟ وما هي التحديات التي يشكلها بالنسبة للبعد التربوي داخل الأسر؟ 
بعض الأسر تشترك في هذه المنصات لشغفها بالإطلاع على كل ما هو جديد من النتاجات السينمائية، وهذا حق مشروع، خاصة في ظل جائحة كورونا، التي حالت دون التواجد في دور العرض السينمائي المعتادة، لكن بالنسبة للأسر التي لديها أطفال، فقد تكون ثمة مشكلات تتعلق بعدم ملائمة المحتوى، الذي يعرض داخل المنزل، عبر شاشات التلفزة والهواتف الذكية، لفئة عمرية محددة، خاصة عندما تتلاقف أعين الأطفال مشاهد لا تتلاءم مع سنّهم الصغير. وللعلم أيضاً أن هذه البرامج تتيح المجال لعرض كل ما هو جديد من إعلانات سينمائية للأطفال أيضاً بلا أي حذف للمشاهد التي لا تتناسب مع ثقافتنا وفكرنا وعقلية أبنائنا.
ما بين مؤيد ومعارض لهذه المنصات، والتي يمكن الاشتراك فيها بوساطة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي أو التلفاز ذي الشاشة الذكية أو الحاسوب، وكل ذلك مقابل رسوم شهرية ثابتة، نجد أن شريحة من المجتمع دأبت على الاشتراك الشبكي، ولكن سرعان ما أيقنوا بأن هذه الاشتراكات لن تلبي لهم ما يطمحون إليه من الأفلام الجديدة خاصة أن العروض التي تقدمها هذه النوعية من الباقات التجارية تكون مؤقتة والبعض منها لا يُرضي المتابع كخيارات مقدمة للمشترك، أي في كل الحالات قد يضطر المتابع إلى فتح منصات أخرى لتحميل كل ما يريد من عرض وبصورة مجانية بدلاً من الانصياع لعروض تلك المنصات. المنصات الشبكية باتت متعددة ومجانية ومتاحة للجميع في أي وقت وفي أي زمان، ما يعني أنه إذا كان الغرض من تلكَ المنصات هو الربح المادي، فمن المهم حماية الأطفال الذين قد يفقدون براءتهم قبل أوانهم!
*كاتبة إماراتية