لأول مرة في التاريخ، تفوز امرأتان فقط بجائزة نوبل في الكيمياء، الأولى فرنسية والثانية أميركية، كلتاهما في منتصف العقد الخامس من العمر. وفازت هاتان العالمتان بهذه الجائزة المرموقة، على اكتشافهما تقنية (Crispr-Cas9) التي تستخدم في مجال الهندسة الوراثية، لقص ولصق، وبدقة متناهية، لمكونات الحمض النووي المكون للمادة الوراثية في الجينات، وهو ما من شأنه أن يحدث ثورة في علوم الحياة بمجالاتها المختلفة. واكتشفت العالمتان هذا الأسلوب من خلال دراستهما لأنواع من البكتيريا، تستخدم هذا الأسلوب في مقاومة العدوى الفيروسية، من خلال تقطيع وتفتيت المادة الوراثية للفيروسات التي تحاول غزوها. 
فعلى سبيل المثال، وبخلاف ما أحدثته هذه التقنية الحديثة، والتي تعرف أحياناً بمقصات الجينات (Genetic Scissors)، من نقلة نوعية في مجال العلوم الأساسية، يمكن أن تستخدم أيضاً في علاج الأمراض الوراثية، وربما حتى تحقيق الشفاء التام للمصابين بها. وبالفعل تجرى الدراسات حالياً على إمكانية استخدامها لعلاج مرضى أنيميا الخلايا المنجلية، وهو مرض وراثي يصيب الهيموجلوبين داخل كرات الدم الحمراء، ويعاني منه الملايين حول العالم. كما تُجرى حالياً العديد من الدراسات السريرية، لتطوير أساليب جديدة لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض السرطانية باستخدام تلك التقنية. 
وإنْ كان البعض يخشون من أنه من دون تشريعات كافية، وإجراءات رقابية صارمة، يمكن لتقنية مقصات الجينات تلك، أن تستخدم في تصميم ما يعرف بأطفال الكتالوجات (Designer Babies)، حيث يتم تصميم طفل بالصفات الجسمانية أو العقلية التي تحددها الجينات الوراثية، حسب رغبة الوالدين، وهو ما يحمل في طياته العديد من المعضلات الأخلاقية. بناء على حقيقة أن التغيرات المصطنعة في المادة الوراثية لهؤلاء الأطفال، يمكن أن تنتقل لذريتهم وأحفادهم، وأجيال المستقبل، مما سيرسخ ويثبت تغيرات وراثية في أفراد الجنس البشري، قد تكون لها تبعات جانبية غير معروفة. هذا السيناريو ليس افتراضياً، حيث قام بالفعل أحد العلماء الصينيين، بتغيير المادة الوراثية لعدة أجنة بشرية في 2018، كي يجعلهم مقاومين لفيروس نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز. وهو ما قوبل باستهجان وإدانة من المجتمع العلمي برمته، وإلى تغريمه ما يقرب من نصف مليون دولار، والحكم عليه بالسجن لثلاثة أعوام.