من جديد أثارت دراسة أجراها علماء جامعة بوسطن بالولايات المتحدة، ونشرت في العدد الأخير من إحدى الدوريات العلمية المرموقة (PLOS One)، النقاش مرة أخرى حول دور فيتامين (D)، في الوقاية من الإصابة بفيروس كوفيد-19، وفي تجنب انحدار المرضى نحو المضاعفات الخطيرة، والوفاة، إذا ما وقعت العدوى.
فعلى حسب هذه الدراسة، ظهر أن مرضى كوفيد-19 المحتوية أجسامهم على مستويات كافية من فيتامين (D)، كانوا أقل عرضة لمخاطر المضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا، مثل الدخول في غيبوبة، أو نقص مستوى الأوكسجين في الدم. كما أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص، كان مستوى مؤشر الالتهاب في دمائهم (C-reactive protein) منخفضاً، وفي الوقت ذاته ارتفع مستوى نوع من خلايا الدم التي يعتمد عليها جهاز المناعة في مكافحة العدوى. وهو ما قد يشير إلى أن التمتع بمستويات طبيعية من هذا الفيتامين، يمكنه أن يخفض من احتمالات التعرض للمضاعفات الخطيرة للعدوى بالفيروس، ومن الوفاة بسببه.
هذه الدراسة الأخيرة، هي واحدة من عدة دراسات سريرية تُجرى حالياً داخل المستشفيات، لكشف جوانب العلاقة بين مستويات فيتامين (D) وبين كوفيد-19. وإن كان تحقيق هذا الهدف قد يكون صعب المنال لسببين؛ الأول هو أن المرضى الذين تجرى عليهم الدراسات، تم حجزهم بالفعل في المستشفيات، لأن حالتهم قد تدهورت بشكل واضح، ودخلوا في المرحلة المعروفة بالالتهاب المفرط، وهو ما يجعلهم في مرحلة متأخرة للاستفادة من أي مفعول مضاد للفيروس قد يوفره الفيتامين.
ثانياً: قد يكون من الصعب إظهار أي فائدة مما يعرف بالمغذيات المتناهية، مثل الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية، مقارنة بعقار الديكسا ميثازون، والذي أظهر بالفعل فعالية فائقة في خفض مستويات الالتهاب في أجسام المرضى وفي رئاتهم، مما جعله حالياً الخيار الأفضل لعلاج الحالات الشديدة من المرض.
ولذا يظل الأمل في استخدام فيتامين (D) لتحقيق الوقاية من العدوى هدفاً طموحاً، في ظل طبيعة الفيروس التي تتميز بكونه سريعاً وشديد العدوى. وربما كان الهدف الأسهل تحقيقه، هو إظهار فوائد سريرية للفيتامين على صعيد خفض احتمالات الإصابة بالفيروس، من خلال الدراسات التي تجرى على عامة الأفراد في المجتمع، قبل إصابتهم بالمرض، وقبل تدهور حالتهم بشكل يتطلب حجزهم في المستشفيات.