عندما تطوعت ضابطة الصف من الفئة الثالثة «ماريا توكي» لأول مرة للانضمام إلى قوات الدفاع الإستونية في يناير 2019، لاقت سخرية من بعض أصدقائها الذكور. وقالت «لقد فوجئوا بقراري وقالوا إنني مجنونة للقيام بمثل هذا الشيء لأنهم شعروا أن النساء لا ينتسبن إلى الجيش». ومع ذلك، «فقد غيروا رأيهم بسرعة بمجرد أن رأوا أدائي الجيد». وتضيف:«تعتقد معظم صديقاتي أنه أمر رائع».
تعد «توكي» واحدة من عدد متزايد من الشابات اللائي يلتحقن طوعاً بخدمة التجنيد في إستونيا، وهو أمر مطلوب للرجال، ثم يؤثرن دخول الخدمة العسكرية بشكل احترافي.
تقول «لورا تودو»، مجندة سابقة، وتعمل حالياً في وزارة الدفاع: «الرغبة في المساهمة في الدفاع الوطني» هو الدافع الرئيسي لزيادة عدد النساء اللواتي يلتحقن بقوات الدفاع الإستونية.
تم بناء الجيش الإستوني استناداً إلى نموذج للجيش الاحتياطي حيث يتم تدريب المجندين لمدة ثمانية أو 11 شهراً، وعندها يصبحون جزءاً من قوة الاحتياط التي يتم استدعاؤها في حالة الطوارئ الوطنية. يبلغ عدد القوات المسلحة النشطة حوالي 6000 جندي، نصفهم تقريباً من المجندين.
وتكون خدمة التجنيد إلزامية للرجال الإستونيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً. ومع ذلك، يمكن للنساء أيضا التجنيد إذا رغبن في ذلك. وهناك عدد متزايد من الشابات الإستونيات يفعلن ذلك، حيث تطوعت 46 امرأة إستونية هذا الصيف في خدمة التجنيد الإجباري كجزء من«العدد المقبول» في يوليو الماضي، وهو أكبر عدد على الإطلاق في وقت واحد. ربما ليس كثيراً بالنسبة لأحد أقران إستونيا الكبار في «الناتو»، ولكنه قليل جداً بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 1.3 مليون نسمة.
كما أن أكثر من 50% من المجندات قررن هذا العام الالتحاق بالجيش النظامي. في الوقت الحاضر، هناك 336 امرأة تخدم في الخدمة الفعلية لقوات الدفاع الإستونية -حوالي 10% من الأعضاء البالغ عددهم 3,508. لكن وزارة الدفاع تود رؤية المزيد. وتجدر الإشارة إلى أن التعليم العسكري يتم إدراجه في 75% من المدارس الثانوية الإستونية.
تحاول إستونيا اللحاق بالركب مع بعض شركائها الآخرين في «الناتو»، حيث عملت النساء في وحدات الخط الأمامي لبعض الوقت.
على الرغم من السماح للنساء بالانضمام إلى خدمة التجنيد الإجباري منذ عام 2013، إلا أنه في عام 2018 فقط سمح مشروع قانون وقعه وزير الدفاع آنذاك «يوري لويك»، للنساء بالتقدم للخدمة في أي فرع. وفي الوقت نفسه، نفذت الوزارة برنامج تجنيد متسارعاً لجذب المزيد من النساء للالتحاق بخدمة التجنيد الإجباري. 
والآن، يؤتي هذا الجهد ثماره مع موجة من المجندات، وضابطات الصف.

جوردون إف ساندر

صحفي ومؤرخ
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»