تحت شعار «التخطيط للخمسين.. المرأة سند للوطن»، احتفلت الإمارات في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي بيوم المرأة الإماراتية، وهو احتفال يؤكد اهتمام الحكومة بمساهمات وجهود بنات الوطن في تنمية ونهضة الدولة والمجتمع من خلال الأدوار التي يقمن بها. وبناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، حفظها الله، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى الأمومة والطفولة.
تم الاحتفال بهذا اليوم، تكريماً للمرأة الإماراتية التي استطاعت ومنذ عقود أن تثبت للجميع أنها أهل للمسؤولية، وعلى قدر من الكفاءة والخبرة والحكمة، بحيث تكون سنداً لبلدها ولأهلها في مختلف الظروف، وشريكاً استراتيجياً في استشراف المستقبل والمساهمة في بنائه.
بالتأكيد، المرأة المسؤولة والحكيمة هي سند وطنها، وهي عمود أساسي في بيتها، لطالما أسهمت وتسهم في إعمار وطنها ومسيرة دولتها، وتسطر بتميزها قصة نجاح ملهمة لمن يأتي من بعدها. ولا شك أن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية، اليوم، كان بدعم مهم ومشهود من القيادة التي آمنت بها، باعتبارها شريكة في نمو المجتمع.
ومنذ تأسيس الدولة وإلى يومنا هذا، لم تقف المرأة عند حدود عملها في السلك التربوي والتعليمي والاجتماعي والعسكري والإعلامي والثقافي ثم الدبلوماسي، بل أثبتت وجودها في مهن وأعمال وصناعات كانت حكراً على الرجل، كصناعة النفط والطيران والسياحة، وأخيراً حضرت في مجالي الطاقة النووية والفضاء، وهما لا يزالان - بالنسبة للمرأة - حكراً على الدول المتقدمة في هذين المجالين، غير أن طموح الإمارات بأن تكون إحدى الدول التسع التي تعمل على استكشاف المريخ، أسهم في منح المرأة الإماراتية الفرصة لدخول هذا المجال.
وفي مشروع «مسبار الأمل» بلغت المشاركة النسائية في فريق العمل 34%، وهي نسبة عالية على مستوى العالم، أما نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع، فقد وصلت إلى 80%. وعلى صعيد قطاع الطاقة النووية السلمية، فقد أسهمت ابنة الإمارات في التشغيل الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية. وفي كل ما سبق، فإن الإماراتيات يؤكدن على مكانتهن في المجتمع، وفي قطاعات العمل المختلفة.
منذ عقود وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مهتمة بمنح ابنة الإمارات الفرصة الكاملة لأن تمتلك سلاح العلم، وكان الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، الدافع الأساسي لتلك العملية، وقد استطاعت الفتيات الإماراتيات في مختلف مناطق الدولة – بعد إعلان دولة الاتحاد - إكمال تعليمهن، ثم وصولهن إلى مواقع العمل المختلفة.
وللإضاءة على تلك المسيرة، وبالتزامن مع احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية، جاء مؤتمر«دور المرأة في تعزيز قيم التعايش» الذي خصصت إحدى جلساته للتعريف بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجالات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والعمل الإنساني داخل الإمارات وخارجها، ومبادرات سموها فيما سبق كثيرة، وآخرها ما أطلقته الأسبوع الماضي، وهي مبادرة خاصة بتمكين المرأة السورية اللاجئة في مخيم «مريجيب الفهود» بالأردن، ضمن برامج صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس من أجل النهوض بمستوى الخدمات الموجهة للنساء اللاجئات، وتحسين ظروفهن الإنسانية والاقتصادية والحياتية بصورة عامة.
إن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية يأتي بمثابة تكريم تستحقه، وهو تتويج لمسيرتها المهمة على مدار العقود الماضية، باعتبارها مسيرة متميزة انطلقت في دولتنا الشابة، وتضاهي مسيرة المرأة بالدول العريقة التي بدأت قبلنا بزمن طويل. إن ابنة الإمارات، ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بدأت رحلة الطموح بهدف الوصول إلى مكانة مرموقة، وقد تمكّنت بالفعل من تحقيق إنجازات كثيرة في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية والسياسية، نعم نحترم المرأة، ونقدرّها، ونُكبِر فيها تضحياتها، بدءاً من دورها في بيتها حيث تعتني بتنشئة أبنائها، وصولاً إلى دورها في بيئة العمل التي تخدم وطنها من خلالها.