في جميع أنحاء الولايات المتحدة، هناك علامات على حدوث كارثة مناخية. في ولاية كاليفورنيا، وقع اثنان من أسوأ حرائق الغابات في تاريخ الولاية في وقت واحد، مما أدى إلى اشتعال أكثر من مليون فدان من الأراضي، بما في ذلك منتزه غابات وطني محبوب. وعلى ساحل الخليج، استعد سكان لويزيانا وتكساس لحدث غير مسبوق من الأعاصير المزدوجة التي أحدثتها المياه الدافئة بشكل استثنائي في خليج المكسيك - ولحسن الحظ تلاشى الإعصار الأول في البحر، ولكن حدث الثاني، وهو العاصفة الاستوائية «لورا»، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، بعد أن أدت إلى فيضانات مميتة في جمهورية الدومينيكان وهايتي.
وفي أجزاء أخرى من نصف الكرة الشمالي، شهد الصيف بالفعل موجات الحر والأمطار الغزيرة. فقد حرقت درجات الحرارة القياسية في العاصمة العراقية بغداد، في شهر يوليو الماضي، أيدي زملائي في «واشنطن بوست» ببساطة، عن طريق لمس مقبض باب المكتب. وتشهد مدينة مومباي الساحلية الهندية فيضانات موسمية كل عام، لكنها تعرضت لأمطار بنفس الكم الذي يحدث خلال عام بأكمله، في غضون شهر واحد، هذا الصيف. وأدى هطول الأمطار بمعدل أعلى من المتوسط في الأسابيع الماضية إلى دمار في المنطقة من وسط أوروبا، إلى ساحل البحر الأسود التركي، إلى جنوب الصين.
الخبراء مقتنعون على نطاق واسع، بأن الزيادة المطردة في الظواهر الجوية المتطرفة في السنوات الأخيرة هي على الأقل نتيجة لتغير المناخ الذي هو من صنع الإنسان. ومع ذلك، إذا استمعت إلى «المؤتمر الوطني الجمهوري» هذا الأسبوع، فإن الحديث عن التهديد الذي يمثله تغير المناخ سيكون غائباً تماماً. ويُعد الرئيس دونالد ترامب، ربما أبرز المتشككين في المناخ في العالم، بينما خففت إدارته بشكل مطرد اللوائح البيئية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. ويرى ترامب في الجهود الدولية للحد من انبعاثات الكربون تهديداً للمصالح الوطنية. وقبل أيام، كان يدافع عن الاستغلال المستمر للوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط، كسلعة اقتصادية، ورفض الدعوات لزيادة استخدام طاقة الرياح المتجددة والطاقة الشمسية، ووصفها بأنها «باهظة الثمن للغاية».
على العكس من الإجماع العلمي والسياسي العالمي السائد، من المحتمل أن يقضي «الجمهوريون» وقتاً أطول في المؤتمر في مهاجمة «التطرف» المناخي المفترض لـ«الديمقراطيين» الناشطين، بدلاً من حساب الخطر الوشيك على الكوكب. قد يؤدي ذلك إلى سياسات انتخابية سليمة في الوقت الحالي، لكن المنتقدين يتحسرون على نهج ترامب ضيق الأفق إلى حد بعيد.

وحسب «واشنطن بوست»، شهدت كاليفورنيا ارتفاعاً كبيراً في نشاط حرائق الغابات الكبيرة بسبب مزيج من تغير المناخ، وممارسات استخدام الأراضي، وعوامل أخرى. وازدادت الحرائق الكبيرة أيضاً في أجزاء أخرى من الغرب، والتي ربطتها دراسات المناخ بتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، والذي يغير توقيت هطول الأمطار، ويجعل الصيف أكثر سخونة وجفافاً بالنسبة للنباتات، ويطيل من فترات الطقس القاسي الذي يمكّن الحرائق من الانتشار بسرعة.

لا يمكن إبطال الكثير من الضرر. فقد أصدر فريق من العلماء البريطانيين مؤخراً نتائج مسح عبر الأقمار الصناعية، خلص إلى أنه منذ عام 1994، اختفى حوالي 28 تريليون طن من الجليد من سطح الكوكب. من المتوقع الآن أن تصبح أحداث الطقس المتطرفة التي كانت تحدث، على سبيل المثال، مرة كل قرن أكثر شيوعاً. ووجدت دراسة نُشرت الشهر الماضي أن الفيضانات الساحلية من المتوقع أن ترتفع بنسبة 50% على مدى الثمانين عاماً القادمة، مما يهدد الأصول التي تبلغ قيمتها حوالي خُمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وخلصت دراسة قاتمة إلى أن «مضاعفة ثاني أكسيد الكربون، الذي يتجه العالم إلى الوصول إليه في غضون العقود الخمسة المقبلة أو نحو ذلك، سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة أعلى من 3.6 درجة فهرنهايت (درجتان مئويتان) بالنسبة لدرجات حرارة ما قبل الصناعة»-وربما تكون أعلى بكثير. «هذا هو الحد الذي يقول العلماء بعده إن الأرض ستعاني من آثار خطيرة -ارتفاع مستوى سطح البحر المضطرب، وموجات الحرارة غير المحتملة وغيرها من الأحوال الجوية القاسية والأضرار الدائمة للنظم البيئية».

 

إيشان ثارور –كاتب عمود لدى صحيفة واشنطن بوست