الادعاء بأن «الإخوان» جماعة ديمقراطية، أو الزعم بأنها تنشد الحرية وتنادي بالحقوق، أو الادعاء بأنها تنشد حماية الإنسانية، أو التضليل بأنها فريق سياسي لا علاقة له بالعنف ولا الإرهاب. كل هذه الادعاءات والمزاعم تندرج ضمن أخطر دعاية يقدمها الجهلة والحمقى من الغربيين المخدوعين بالجماعة، وتنشره كل الدول التي تمثل مركز الثقل الجديد للجماعة من تركيا إلى دولة عربية صغيرة.
في البداية أعلنت الدولة المصرية القبض على محمود عزت، نائب المرشد العام والقائم بأعمال المرشد بعد اعتقاله، والسؤال المهم هنا هو عن أي ديمقراطية وحريةٍ وحقوقٍ وإنسانية كان يدافع محمود عزت؟ وهل الدفاع عن هذه المفاهيم العادلة التي تبهر الغرب يعني تنظيم عمليات الاغتيال والتفجيرات واستهداف الشرطة والنائب العام والمدنيين بالعشرات؟ كيف سيجيب كل المدافعين عن الجماعة عن كل الجرائم المنظمة والدموية والتدميرية التي خطط لها وموّلها ودرّب منفذيها محمود عزت؟
محمود عزت هو رجل الدم في جماعة «الإخوان»، وهو أحد صقورها، وهو الطبيب الذي أقسم على خدمة الناس وعلاجهم بينما هو يقتلهم زرافاتٍ ووحدانا، وهو الطبيب الذي فجّر الأبرياء وقتلهم عند مستشفى علاج الأورام، فأي إنسان هذا الوحش الدموي الذي عاش بلا قلبٍ ولا ضميرٍ ولا إنسانيةٍ!
نحن أمام فصلٍ جديدٍ وكاشف في تاريخ هذه الجماعة الإرهابية فمحمود عزت يعتبر صيداً ثميناً وكنز معلوماتٍ لا يقدر بثمن، وبخاصة في السنوات الأخيرة، التي كان هو القائد والمنظر لكل الإرهاب في ربوع الدولة المصرية، وفي رقبته دماء العشرات وربما المئات من شتى فئات الشعب المصري. ومن أهم ما جرى في القبض عليه مصادرة بعض الهواتف وأجهزة الحاسوب التي ستكون مرجعاً مهماً في القضاء على هذه الجماعة الدموية.
في القبض على أي عصابة أو مافيا خطرةٍ يكون المطلوب هو رأس تلك المافيا، ومصر قد قبضت على هذا الرأس الخطير وشديد الشر، المتعطش للدماء والمليء بالحقد والكراهية وعشق إراقة الدماء. ولو استطاع هذا الوحش البشري الفعلي لقتل كل المصريين وأباد مصر وسكانها عن بكرة أبيهم، فلا يردعه دينٌ حرّفه هو وجماعاته على مدى عقود، ولا ترده أخلاق إنسانية، فهو يحسب أنه بكل شروره إنما يخدم الإنسانية!
العجب لا ينقضي ممن يظنون ب«الإخوان» خيراً، أو يدافعون عنهم في الغرب والشرق تحت شعارات الإسلام أو الشعارات الليبرالية الحديثة فهؤلاء جميعاً جهّال بكل المقاييس بهذه الجماعة وأيديولوجيتها وخطابها وتنظيماتها، ولا يعرفون عن عنفها المنظم وتنظيماتها السرية الإرهابية المتصلة والمتعددة منذ النظام الخاص وعبدالرحمن السندي، إلى التنظيم المسلح ومحمود عزت.
أخيراً، فالقبض على محمود عزت خبرٌ مفرحٌ للبشرية، وبهجةٌ لكل القلوب المحبة والنفوس الإنسانية، فكلما سقط شرير ابتهج العالم. وسقوط عزت لا يختلف عن انتحار هتلر وشنق موسيليني وإعدام سيد قطب، فهو انتصارٌ للحق والحب والسلام.
وكشفت المعلومات أن عزت كان يتواصل مع شخصين من جماعة «الإخوان» داخل مصر، وهما محمد عبدالرحمن، مسؤول اللجنة الإدارية بالجماعة، ومحمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق في عهد «الإخوان»، وتم القبض على بشر أولاً، ثم محمد عبدالرحمن حيث أُلقي القبض على الأخير الذي كان رئيس اللجنة الإدارية العليا المسؤولة عن نشاط الجماعة في مصر. وقام ضباط الأمن الوطني بالقبض عليه في إحدى الشقق بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، أثناء قيامه بعقد اجتماع تنظيمي، كما تم ضبط كل من جلال مصطفى، ومحمد عامر، وعمرو السروي، وأحمد جاب الله، وعزت السيد عبدالفتاح، وحمدي الدهشان.
*كاتب سعودي