من بين الأشياء العديدة التي لا يعرفها أحد عن المرض الذي قلب حياتَنا، هي المدة التي تدوم فيها آثاره. لا أقصد فقط احتمال التلف الذي يحدثه فيروس كورونا، ويكمن بشكل غير مرئي في القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، بل أعني- ببساطة- الوقت الذي يستغرقه الأمر، حتى تشعر نسبة غير مؤكدة من المرضى بالتحسن.
قبل شهرين، قدّم «إد يونج» (من مجلة «ذي أتلانتيك») تقريراً عن الأشخاص الذين أصيبوا بـ«كوفيد-19» واستمر مرضهم لأشهر، بدلاً من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كما يُفترض، وفقاً للقاعدة السائدة. إنهم لا يعانون فقط من السعال المستمر، ولكن مرضهم أثّر على بعض أجهزة الجسم، مع تشوش الدماغ، وآلام الأعضاء الداخلية، ومشاكل الأمعاء، ونوبات من الرعشة، وعودة الحمى.. وغيرها.
كانت واحدة من الذين شملهم بحث يونج، وتُدعى «هانا ديفيس» (71 عاماً). عندما تجاوزت فترة الأربعة أشهر، في أواخر يوليو، كتبت على «تويتر» قائمة من الأعراض التي تضمنت كل شيء، من «الروائح الوهمية (مثل شخص يشوي لحماً رديئاً)»، إلى «الحساسية للضوضاء والضوء»، إلى «الألم الشديد في الظهر والكلى والضلوع»، إلى «الشعور وكأن جسدي نسي أن يتنفس».
وفي نفس الأسبوع، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مسحاً لمرضى «كوفيد-19» الذين لم تكن حالتهم تستدعي دخول المستشفى. وأفاد 1 من كل 3 أنه ما زال يشعر بالمرض بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة.
كانت عائلتي بأكملها مصابة في مارس بأعراض شبيهة بكوفيد-19، وعلى الرغم من أن الاختبار الوحيد الذي حصلنا عليه كان سلبياً، فإنني متأكد من أننا كنا مصابين بالمرض، واستغرقت الأعراض التي أعانيها شهوراً، بدلاً من أسابيع، لتختفي.
لكن على عكس العديد من المصابين، لم أجد التجربة صادمة بشكل خاص، لأن لدي تجربة سابقة طويلة المدى خاصة بي. ففي ربيع 2015، تعرضت للعض من قبل حشرة قرادة الغزال، وكانت آثار المرض اللاحق مزيجاً من مرض «لايم» (مرض تلوثي مُعدي) وعدوى أكثر غموضاً ينقلها القراد، و«بارتونيلا» تلازمني منذ ذلك الحين.
لكن هناك بعض الدروس التي تستحق أن ننقلها إلى أي شخص جعلته مواجهته مع جائحة 2020 يشعر بالتحول بشكل دائم نحو الأسوأ.

الضجر صديقك: بالنسبة لبعض الأمراض، تعد نصيحة «احصل على قسط من الراحة، وتناول السوائل، وستشعر بالتحسن» على الأرجح هي نصيحة ممتازة، ولهذا السبب يقدمها الأطباء باستمرار. لكن إذا لم تشعر بالتحسن بعد فترة زمنية معقولة، فلا يجب أن تحاول التحمل بهدوء، بينما تأمل أنك ربما تحرز تقدماً. (لقد فقدت شهوراً، أثناء مرضي، باتباع هذا النهج). إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى شيء آخر للتحسن، مثل بعض التدخل الخارجي، شيء أكثر من مجرد موارد جسمك المحاصر، كن صبوراً، وقم ببعض البحث.

ستحتاج لمساعدة نفسك: يحقق الطب الحديث معجزات، لكنه لا يعالج الكثير من الحالات الحادة والعديد من الأمراض المعروفة، لذلك يبدو أن الفيروس الجديد سيستمر لعدة أشهر. أضف جميع الأعباء الأخرى إلى النظام الطبي في الوقت الحالي، والتركيز المفهوم على أكثر حالات كوفيد-19 التي تهدد الحياة، وسيكون من الصعب للغاية العثور على طبيب يمكنه توجيه ودعم عملية التعافي شبيهة بالمتاهة. لذا فقد تحتاج إلى أن تصبح طبيبك الخاص.

ثق بتجربتك الخاصة مع جسمك: تشير مقالة «أتلانتك» إلى أن العديد من الذين أصيبوا بكوفيد-19 لفترة طويلة «شعروا بالإحباط بسبب عدم قدرة أصدقائهم وعائلاتهم على التعامل مع مرض طويل الأمد»، وتعاملوا أيضاً مع شكوك الأطباء. في مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن تشك في نفسك أيضاً، وأن تفكر: «ربما يكون كل هذا مجرد أوهام في رأسي». وفي بعض الحالات يكون وسواس المرض موجوداً بالتأكيد، ولا شك أن الجمع بين القلق الشديد والعناوين الإعلامية اليومية حول الوباء، يصيب بوهم الإصابة بالمرض. لذا يجب أن يكون لديك مستوى معقول من الثقة الذاتية بأنك تتعامل مع عدوى حقيقية، أو استجابة مناعية، وليس بعض الوهم في عقلك الباطن.

التجربة، التجربة، التجربة: لا يوجد علاج حتى الآن لكوفيد-19 طويل المدى، من شأنه أن يفي بمعايير التجربة العشوائية المزدوجة، مما يعني أن الإجماع الطبي المدموغ من إدارة الغذاء والدواء لا يمكن أن يكون دليلك الوحيد إذا كنت تحاول كسر لعنة منهكة. وهناك مجال كبير يتخطى هذا الإجماع، ويحتوي على الكثير من الدجالين والأدوية الوهمية باهظة الثمن.. لكنه يشمل أيضاً العلاجات التي قد تساعدك، مثل الأعشاب والفيتامينات الأساسية. لذا، من فضلك لا تشرب مواد التبييض، ولا تصدّق كلَّ ما تقرأه على جوجل.

*محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»