تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الموافق الثاني عشر من أغسطس، باليوم العالمي للشباب، وهو مناسبة تخص القطاع الأكثر فاعلية في كل المجتمعات، ذلك أن الشباب هم الشريحة العامرة بالطاقة والحيوية وتحمل الكثير من الطموحات والأحلام، وهي القادرة على صنع التغيير وقيادته. ولدولة الإمارات تجربة ثرية للغاية في تمكين قطاع الشباب، وهي تجني اليوم ثمار تجربتها العريقة في العمل من أجل الشباب ودعمهم، وإعدادهم لتحّمل المسؤولية وتعزيز روح القيادة لديهم، وإشراكهم في عملية صنع القرار في المجالات كافة. وهنا لا بد من تأكيد أن الشباب الإماراتي قد حُظي منذ تأسيس الدولة باهتمام كبير من قبل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكد، في الكثير من أقواله وأفعاله، ضرورة دعم الشباب وتقديم كل صور الرعاية والتمكين لهم، وهو القائل: «علينا أن نفتح الآفاق أمام طموحهم، وأن نزيل العقبات والصخور من طريقهم، ونعطيهم خبرة الأجيال وعصارة الأفكار». وقد كان، رحمه الله، الأب الروحي لهم، وكان يخاطبهم في أشعاره، ويشد من عزمهم دوماً، ويوصيهم بأرض الإمارات الكريمة خيراً وحباً وعطاءً، ولاتزال تلك المعاني السامية والمواقف النبيلة للوالد المؤسس، حاضرة في وجدان كل إماراتي حتى هذا اليوم. 
ولا تخفى على أحد المنجزات التي حققتها الإمارات للشباب، فإذا كان الوالد المؤسس، رحمه الله، قد أنشأ المؤسسات التعليمية ومراكز الرعاية الصحية ويسَّر كل مقومات الحياة الكريمة لهم، فإن قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حافظت على مكتسبات ومقدرات الاتحاد وطورت العديد من المنشآت واستحدثت أخرى، ومن أبرز ما استحدثته «المؤسسة الاتحادية للشباب» التي تلبي كل احتياجات الشباب وتنمّي مهاراتهم وتحرص على وضع البرامج الخاصة بدعم قدراتهم، وقد قامت المؤسسة بدور كبير في دعم قطاع الشباب، وتم تأسيس العديد من مراكز الشباب التي استطاعت أن تستقطب الشباب وتحتضن إبداعاتهم وتمكّنهم من تطوير أنفسهم وتحقيق طموحاتهم.
وإذا كانت دولة الإمارات قد اعتادت خلال السنوات الماضية الاحتفال باليوم العالمي للشباب، وقد حققت لهم الكثير من الإنجازات المتتالية، فإن الاحتفال بهذه المناسبة السنوية هذا العام، يأتي وقد شارك شباب الإمارات بفاعلية في تحقيق إنجازين تاريخيين، هما: «مسبار الأمل» الذي سجل السبق لدولة الإمارات على الصعيدين العربي والإسلامي، في مجال استكشاف كوكب المريخ، وتشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطة «براكة» الأولى للطاقة النووية في أبوظبي. 
ولا تزال حكومة دولة الإمارات تبذل على المستويين الاتحادي والمحلي جهوداً حثيثة لتمكين الشباب الإماراتي في مختلف الجوانب، من خلال تقديم المنح الدراسية، وتأمين فرص العمل المتعددة، ودعمهم في مجال ريادة الأعمال والمشاريع التجارية، بتخصيص عدد من الصناديق المالية والجوائز التي تساندهم في مجال تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم منح الزواج من أجل المساهمة في تكوين أسر إماراتية متماسكة ومستقرة.
وقد اعتمدت حكومة دولة الإمارات استراتيجية وطنية لتمكين الشباب بدعم من الجهات الحكومية، نصت على التزام الدولة التام برعاية الشباب، وتحديد الأولويات والاتجاهات، ومجالات العمل التي تجسد هذا الالتزام. وتكمن أهمية هذه الاستراتيجية في تحقيق دورها الرئيسي من أجل تحقيق «رؤية الإمارات 2021».
وتعمل مؤسسات الدولة في القطاعات الحكومية والخاصة على تحفيز الشباب من خلال تنظيم جوائز ومسابقات خاصة تعزز ثقتهم بمواهبهم ومهاراتهم في المجالات كافة، من أبرزها جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية، وجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي.
إن كل ما قدمته دولة الإمارات من اهتمام بالشباب عاد على أرضها بالخير، وبجهود الشباب وتنامي حسّ المسؤولية عندهم ستبقى دولة الإمارات دائماً بلد الخير، وأبناء الإمارات هم أبناء زايد الخير، فبفضل بذرته الطيبة حققنا كل إنجاز ونجاح.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية