ونحن على أعتاب اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف الـ19 من أغسطس من كل عام، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة أنها السبّاقة دوماً في مساندة اليمن ودعمه إنسانياً وتنموياً؛ حيث حرصت بشكل مستمر على تأمين حياة آمنة ومستقرة للشعب اليمني عبر توفير مساعدات متنوعة على المستويات كافة، لتمكينه من تجاوز التحديات القاسية التي يواجهها الأهل في اليمن في مختلف الظروف. وفي ذلك الجانب تطلعت دولة الإمارات إلى معرفة احتياجات الشعب اليمني الإنسانية، في الوقت الحاضر والمستقبل، فعملت على بناء خطط راسخة تواكب متطلباته الأساسية والطارئة للتعامل بما يفرضه الواقع مع مراعاة النواحي التي يمكن من خلالها إنشاء خطط بعيدة المدى، شاملة ومستدامة في جميع أنحاء البلاد.
وجسدت المبادرات التي قامت بها دولة الإمارات خير مثالٍ على الإخاء والتماسك انطلاقاً من إيمانها القوي بأهمية التعاون الدولي وإغاثة الدول المحتاجة، وبذلك تنوعت أدوار الإمارات التاريخية في مجال الدعم الإنساني لليمن بشكل خاص، حيث ركزت في أهدافها على الجوانب التنموية والتطويرية عن طريق البناء والإعمار، من دون الاقتصار على تقديم الأدوية والغذاء والمال فقط، بل من منطلق رؤية شاملة للأوضاع اليمنية في سبيل إعادة الأمل له، والمساهمة في إعادة نهضته في السنوات المقبلة.
ولعل أبرز ما يميز الأعمال الإنسانية الإماراتية هو أنها مبنيّة على العمل المؤسسي، حيث تتشارك فيه مجموعة من المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية؛ مثل: الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إلى جانب مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الإغاثية في الدولة. وامتثالا لتوجيهات قيادتنا الحكيمة، تدفقت المساعدات الإماراتية بشكل كبير على اليمن منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، لتحلّ دولة الإمارات بذلك في المرتبة الأولى عالمياً كأكبر المانحين للشعب اليمني لعام 2019، كما أنجزت على مدار أربعة أعوام أكثر من 160 مشروعاً في مختلف المدن اليمنية تشمل جوانب متعددة، مثل: التعليم، والصحة، وقطاع الطاقة، والخدمات الاجتماعية التي تركز على تنمية المجتمع، من خلال العمل على برامج تمكين المرأة اليمنية ورعاية الأطفال.
ويحظى الجانب التعليمي باهتمام مميز لدى القيادة الرشيدة في الإمارات وبأولوية قصوى باعتباره الحجر الأساسي في بناء مستقبل الأجيال القادمة في اليمن وحمايتها من أزمة حرمان التعليم، فعملت على إعادة تأهيل البيئة التعليمية من خلال إنشاء المدارس في مختلف المحافظات والمدن اليمنية.
وكثفت دولة الإمارات جهودها في القطاع الصحي في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العالم مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وعملت قبل ذلك أيضاً على تجهيز المنشآت الصحية في كل المناطق التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، بالإضافة إلى تزويدها بكل الاحتياجات والخدمات الطبية اللازمة، كما عملت على تأمين رواتب الكوادر الطبية والعاملين في القطاع الطبي في سبيل توفير الخدمات الطبية المجانية للمرضى، إذ أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية العديد من الحملات الطبية للحد من أوبئة الملاريا والكوليرا وحمّى الضنك، وحملات التوعية والإمدادات الطبية لفيروس «كوفيد-19» في الشهور الماضية.
واستمرت دولة الإمارات في مدِّ يد العون لليمن برؤية راسخة من القيادة الرشيدة التي اعتمدت في نهجها قيم التآخي والدعم والتضامن، عبر موروث كبير من العطاء الذي أرسى قواعده المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من منطلق حرصه الشديد على أن يسود السلم والأمان في اليمن الشقيق، ابتداءً بمشروع إعادة إحياء سد مأرب التاريخي في الثمانينيات، وما تلاه من مشاريع إنمائية داعمة لليمن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، لتتنوع مصادر وإسهامات الدعم والإغاثة الإماراتية، وترتكز على مبدأ واحد هو تحقيق مستقبل أفضل لليمن.
 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.