عما قريب، سيصبح أحد مواقع تكنولوجيا الطاقة الرمزية في العالم قطعة أثرية بالنسبة لتكنولوجيا الطاقة. يعد مشروع «ميسا ويند»، الذي تم بناؤه على أرض فيدرالية بعيدة عن «بالم سبرينجز»، واحداً من أوائل مشاريع طاقة الرياح في الولايات المتحدة، وتحدث توربيناته البالغ عددها 460 أزيزاً على جانبي الطريق السريع رقم 10 لما يقرب من أربعة عقود. وفي الوقت الحالي، يدرس مكتب إدارة الأراضي الأميركي اقتراحاً لاستبدال جميع التوربينات القديمة على الموقع. القضايا قيد النظر مهمة، ولكن الفرص أكثر أهمية بالنسبة لمستقبل الطاقة.
يعد «ميسا ويند»، الذي تم تثبيته عام 1983، صغيراً جداً وفقاً لمعايير اليوم، ومع إجمالي 30 ميجاوات من الإنتاج، فحجمه أقل من 3% من حجم أكبر مشروع قيد الإنشاء حالياً في الولايات المتحدة. إن حساب الاستبدال بالنسبة لتلك التوربينات التي تولد 30 ميجاوات ليس معقداً، لكنه مذهل: سيفسح 460 توربيناً قديماً المجال لـ 11 توربيناً جديداً على الأكثر.
والأمر الآخر اللافت للنظر بشأن «ميسا ويند» الجديدة هو أنها إذا تم بناؤها، سيكون لها نفس ذروة قدرة التوليد مثل «ميسا ويند» القديمة، ولكن في أيام غير الذروة، ستتفوق بالتأكيد على سابقتها بفضل الأجهزة والبرامج المطورة والقدرة على التكيف إلى حد كبير مع ظروف الرياح المختلفة. وعلاوة على ذلك، فإنها ستقوم بذلك مع تأثير أقل. وفي حين أن كل توربين سيشغل مساحة أرض أكبر من ذلك الذي يحل محله، سيكون هناك القليل منهم بحيث يتقلص التكوين بأكمله بمقدار 10 أفدنة.
منشآت الطاقة المتجددة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة على وشك بلوغ سن التقاعد، وبالتالي فهي على استعداد لأن تولد من جديد أو أن تتغير بالكامل. بحلول منتصف العقد، ستبدأ عدة محطات لتوليد ميجاواتات من طاقة الرياح في بلوغ نهاية عمرها المالي البالغ 25 عاماً. إن مشاريع الطاقة الشمسية القديمة هي أكثر ندرة، لكن هذا لن يستمر لفترة طويلة، ففي العام الماضي، تم تركيب عدد متساوٍ من محطات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وكمثال على التحسن الذي طرأ على الطاقة الشمسية بمرور الوقت، فقد تكلف أكبر مشروع كهروضوئي تم بناؤه في الولايات المتحدة عام 2007 أكثر من 100 مليون دولار (ما يزيد قليلاً عن 7 ملايين دولار لكل ميجاوات)، وتبلغ ذروة إنتاجه 14.2 ميجاوات، ويستخدم نظام تتبع أحادي المحور لتمكين وحدات بقدرة 200 واط من متابعة الشمس. وكما هو الحال مع «ميسا ويند»، فإنه سيستخدم أجهزة وبرامج أكثر كفاءة وأقل تكلفة من أي شيء تم بناؤه في العقد الأول من هذا القرن، مما يعني زيادة الإنتاج بتكلفة أقل. وقد تم تصنيف أكبر الوحدات الكهروضوئية في الوقت الحاضر للتطبيقات على نطاق واسع بـ 580 واطاً لكل منها، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم الوحدات الحديثة قبل 13 عاماً.

من الواضح أن مشاريع الطاقة المتجددة هي أيضاً كيانات مالية، ونظراً لأن المطورين والمستثمرين يتطلعون إلى الحصول على هذه الأصول القديمة، فمن الأفضل أن يضعوا كلا الجانبين في الاعتبار. لا يعد أي مشروع قديم تدفقاً مالياً مستقبلياً مخفضاً بقدر ما هو خيار ضمني –الحق في القيام بشيء آخر في المستقبل. قد يعني هذا تشغيل أحد الأصول بأقل تكلفة تشغيلية حتى تتوقف المعدات، وهو مسار عمل نموذجي، وهذا ما حدث مع توربينات «ميسا ويند» القديمة. وقد يعني ذلك استبدال المعدات القديمة بجزء بسيط من التكلفة الأولية لتحقيق أداء أفضل بشكل كبير، وهو ما يهدف إليه مشروع «ميسا ويند» الجديد. أو قد يعني شيئاً مختلفاً تماماً.
لا تزال قدرة معظم محطات الطاقة النظيفة المثبتة في العالم في نطاق عمرها الإنتاجي، لكن كل عام جديد سيجلب معه مجموعة أكبر من الأصول القديمة التي من المحتمل أن تكون جاهزة لشيء جديد. فما الذي سيفعله الأشخاص الأذكياء الذين يتم منحهم إمكانية الوصول إلى الشبكة والإذن للبناء، في تكنولوجيا الغد؟ قد يبنون أكثر بكثير مما كانوا سيحصلون عليه قبل عقدين، أو يضيفون سعة تخزينية كبيرة للطاقة، أو يبنون مصدراً جديداً للطلب على الطاقة المستخدمة بكثافة قريباً من قدرتهم على توليد الطاقة حديثاً.
*كاتب متخصص في قضايا الطاقة النظيفة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»