نفت تقارير دولية أن جائحة كورونا ساعدت في زيادة ثروة الأغنياء، واصفةً ذلك بغير المعقول، وقد بلغ عدد من فقدوا وظائفهم في العالم 40 مليوناً. ويأتي النفي على خلفية أخبار وتقارير منشورة، أكدت على حقيقة ما يتردّد، وأن ثمة مَن أثرى مستغلاً الجائحة منذ الإعلان عنها في يناير الماضي، واعتبرت بعض التقارير أن ذلك «مألوف» حدوثه عند المآسي والكوارث، والحروب دليل على ذلك، إذ تبرز عند نشوبها فئة تستثمر الحدث، يُطلق عليها «تجّار الحرب»، وتنقسم لمجموعتين، الأولى تستفيد من الحروب وهي دائرة، والثانية تستفيد منها بعد أن تضع أوزارها حيث تقوم بجمع كل أنواع الأسلحة التي تُركت في الميدان (الخردة -السكراب)، لتعيد تدوير ما يمكن وبيعه للمصانع، والباقي تبيعه بعد إصلاحه للدول الفقيرة. وقد أثبتت التقارير، وبالأرقام، أن رؤساء كبرى الشركات العالمية زادت ثروتهم بمليار دولار خلال الجائحة، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون»، جيف بيزوس، وتلاه «إريك يوان» مؤسس شركة «زووم» لاتصالات الفيديو، و«ستيف بالمر» الرئيس السابق لـ«مايكروسوفت»، و«إيلون ماسك» مؤسس شركتي «تسلا» و«سبيس إكس». أما الذين زادت ثروتهم بالمليارات، فهم «بيل غيتس» مؤسس شركة «مايكروسوفت» (ب8 مليارات دولار)، و«مارك زوكربيرغ» مؤسس موقع «فيسبوك» (ب25,3 مليار دولار)، و«لورنس اليسون» رئيس شركة «أوراكل» للبرمجيات (بـ27 مليار دولار). ووفقاً لوكالة أنباء (أميركا إن أرابيك»، فإن مجال التقنية والبرمجيات والكمبيوتر، ومجال البنوك وإدارة الأموال في «وول ستريت»، ومجال العقارات.. كانت أهم مصادر هذه الثروة.
واللافت أكثر هو ما نشرته صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، وهو استطلاع عمّا أُطلق عليه «ملاجئ يوم القيامة» في نيوزيلندا، وقد شيدتها شركة «رايزينغ اس» الأميركية تحت الأرض على عمق 11 قدماً، لتكون ملاجئ آمنة للأثرياء، تحتوي على غرف نوم فارهة، ونوادٍ رياضية، وأجهزة اتصالات. ورد المصدر على السؤال: هل من مشترٍ؟ بالقول إن أعداداً كبيرة من الأغنياء بصحبة أسرهم، طاروا إليها في بداية الجائحة.
والآن، إذا ما وسعنا عدسة الرؤية لنتمكن من مشاهدة كامل الكوكب في زمن الجائحة، فماذا سنرى؟ سنرى وجهاً آخر للتعامل مع الجائحة، تمثله دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي الوقت الذي تهربُ فيه «النخبة المالية» العالمية إلى الملاجئ طلباً للنجاة، تاركةً شعوبها تتخبط في المعاناة، تشعُ من خلال ظلمة الخوف الذي يلف البشرية، دولةٌ تبحث عن المرضى والخائفين وطالبي النجدة، فتمدّهم بالدواء والطمأنينة. وأمام هذه الملحمة الإنسانية الإماراتية، يتعطّل الكلام، لتبقى الدهشة والدعاء والصمت البليغ.

*إعلامي وكاتب صحفي