تقوم الصحافة بدور كبير في المجتمعات المختلفة، وتتعدد صور هذا الدور وأشكاله، ما بين توعية الجمهور وتثقيفه، وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا العامة، وما بين الرقابة على أداء الحكومات، ويتعاظم الدور الرقابي للصحافة، ويطلق عليها مسمى السلطة الرابعة في المجتمعات التي تتمتع بالديمقراطية وبدرجة عالية من الشفافية.
وقد تنامى دور الصحافة مع تعاظم ثورة الاتصالات والمعلومات التي أنتجتها الثورة الصناعية الرابعة، واستطاعت الصحافة، ومن خلال الاتجاه إلى الصحافة الإلكترونية، التأقلم مع التحديات التي فُرضت عليها جراء المنافسة الشرسة مع وسائل الإعلام الجديد، التي استطاعت كسب اهتمام قطاعات واسعة من الجمهور، وخاصة بين الأجيال الجديدة.
وقد حظيت الصحافة باهتمام كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيس الاتحاد على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث كان لديه إيمان كبير بما يجب أن تقوم به الصحافة في مجال تنوير الرأي العام وتقييم السياسات العامة للحكومة، بما يدفع في سبيل تطوير هذه السياسات. وقد سارت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على نهج القائد المؤسس في الاهتمام بالصحافة ودعمها وتطويرها، حتى تقوم بدورها على الوجه الأكمل، فأطلقت العديد من المبادرات في هذا السياق، ومنها جائزة الصحافة العربية التي تعد أهم جائزة عربية سنوية تُمنح للأعمال الصحفية المتميزة المقدمة من قبل الصحفيين العرب للتنافس على هذه الجائزة، وقد تم إطلاق هذه الجائزة منذ عام 1999.
ويعد الاهتمام الكبير بالصحافة من قِبل قيادتنا الرشيدة جزءاً من اهتمامها العام بوسائل الإعلام، التي أصبحت تقوم بدور أكبر في تشكيل الرأي العام على الصعيدين المحلي والدولي، كما أنها باتت تقوم بدور أكثر فاعلية في مجال الرقابة، ومثلما أطلقت الدولة العديد من المبادرات والجوائز لدعم دور الصحافة، فإنها وفي الوقت نفسه أطلقت العديد من المبادرات لدعم وسائل الإعلام، وتستضيف دبي مؤتمراً سنوياً للإعلام، هو منتدى دبي للإعلام، الذي يعتبر واحداً من أهم الاجتماعات الدورية التي تناقش الإعلام في العالم العربي، إن لم يكن أهمها جميعاً، وقد تم إطلاق هذا المنتدى منذ عام 2001.
وتؤكد مواقف القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتصريحاتها المتكررة حول دور الصحافة ووسائل الإعلام بشكل عام، أن الصحافة تحظى بتقدير عالٍ، وإيمان كبير بأهمية الدور الحيوي الذي تقوم به. وفي هذا الصدد، هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صحيفة «البيان» بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها، مؤكداً سموه أن الصحيفة أدت مهمتها وواجباتها بامتياز، ونالت ثقة المواطن والمسؤول معاً. وقال سموه في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: (أربعة عقود على تأسيس «البيان».. أدت مهمتها وواجباتها بامتياز.. نالت ثقة المواطن والمسؤول معاً.. فكانت شريكاً.. كل التوفيق لقيادة «البيان» وأسرتها، ونتوقع منكم الثبات على المثابرة والمبادرة؛ لتكون دوماً صوت الوطن والحقيقة).
ولعل ما يمر به العالم حالياً من ظروف استثنائية أفرزتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) قد أكد الدور المهم للغاية الذي يمكن أن تقوم به الصحافة ووسائل الإعلام في مثل هذه الظروف، كأداة للتوعية ونشر الحقائق ومحاربة الإشاعات، وهو ما تقوم به صحافتنا ووسائل إعلامنا على الوجه الأكمل؛ الأمر الذي يعني أنها تسهم بشدة في الجهود المبذولة لحصار هذه الجائحة.
لقد حظيت الصحافة ووسائل الإعلام بتقدير عالٍ في دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل نحو نصف قرن، ولا تزال الصحافة محل اهتمام مكثف وتشجيع دائم من قبل القيادة الرشيدة للدولة، التي تؤمن بشكل كامل بأن الشفافية هي أداة أساسية لدعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وفي ظل هذه الرعاية الكريمة للصحافة من قبل قيادتنا الرشيدة، استطاعت صحافتنا أن تقوم بدور حيوي للغاية في مجال توعية الجمهور، وكذلك في مجال الرقابة على السياسات العامة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية