الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مطالبات بفتح ممرات إنسانية إضافية لإغاثة ملايين السودانيين

نساء سودانيات نازحات من مدينة الجنينة بدارفور عند المعبر الحدودي مع تشاد (رويترز)
26 نوفمبر 2023 01:14

دينا محمود (الخرطوم، لندن)

مع اشتداد وطأة الأزمة الإنسانية في السودان، على وقع استمرار القتال لأكثر من 7 أشهر في أراضيه، كثف الخبراء الإقليميون والدوليون دعواتهم، لتعزيز جهود إيصال الإمدادات الإغاثية إلى المحتاجين إليها من سكان هذا البلد، مع وصول عدد هؤلاء لنحو 25 مليون شخص.
وحذر الخبراء من أن الاقتصار على إدخال هذه المساعدات، عبر ميناء «بورتسودان» المطل على البحر الأحمر في شرق البلاد، لم يعد كافياً، بالنظر إلى أن هذا المرفأ يقع على بعد مئات الكيلومترات من كثير من المناطق السودانية، لا سيما تلك الواقعة في الولايات الجنوبية والغربية.
وأشار الباحثون التابعون لـ «معهد الولايات المتحدة للسلام»، وهو مؤسسة بحثية أسسها الكونجرس الأميركي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بهدف العمل على الحيلولة دون نشوب النزاعات الدولية وحلها، وكذلك تعزيز الاستقرار بعد انتهاء الصراعات، إلى أن العديد من المناطق في جميع أنحاء السودان، ظلت تحت الحصار بسبب المعارك طيلة الأشهر الماضية، دون أن يتسنى لسكانها، الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
وأضاف الباحثون، أن الإمدادات المحدودة التي يحصل عليها سكان مناطق في دارفور وكردفان والنيل الأبيض، تصلهم عبر طرق أخرى بخلاف العاصمة الخرطوم التي تستقبل عادة المساعدات الخارجية الواردة من خلال ميناء «بورتسودان»، موضحين أن تلك المناطق تتلقى إمداداتها، من مصادر أخرى في دول الجوار، مثل ليبيا وجنوب السودان.
ولكن كثيراً من المخاطر، تكتنف عمليات نقل المساعدات الآتية عبر هذه الطرق، كما أنها محدودة الكميات، ما يجعلها غير كافية لتلبية احتياجات ملايين المتضررين، من المعارك
المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي أوقعت أكثر 10 آلاف قتيل، وأجبرت الكثيرين، على النزوح من ديارهم.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لـ «معهد الولايات المتحدة للسلام»، شدد الباحثون على ضرورة استحداث نقاط وممرات إنسانية إضافية، بجانب ميناء «بورتسودان»، وذلك لإيصال الإمدادات والمساعدات الإنسانية عبرها، على أن تكون هذه المواقع، أقرب إلى الولايات الواقعة في غرب السودان وجنوبه.
وتتزايد أهمية إيجاد هذه الممرات البديلة، على ضوء توقعات بتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر، من جراء تواصل انعدام الأمن في السودان، وتقلص إنتاجية المحاصيل الزراعية هناك، ما حدا بوكالات أممية، كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، للتحذير من كارثة وشيكة، تُحْدِق بمواطني هذا البلد.
من جهتها، كشفت سوزان سيتجانت، مديرة برنامج أفريقيا في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، عن أن المناطق التي نجحت في تجنب التحول إلى مسرح للاشتباكات وأعمال العنف لشهور طويلة تلت اندلاع الاقتتال، باتت تشهد الآن، تصعيداً خطيراً للتوتر، ما يجعل الحاجة ماسة، لزيادة حجم المساعدات الإغاثية، الموجهة للسودانيين المنكوبين بالمعارك.
وفي وقت يكافح فيه كثير من النازحين للحصول على متطلباتهم الأساسية، يطالب الخبراء بإضفاء الشفافية على عملية إمداد السودانيين بوجه عام، بما يحتاجون إليه من سلع ومواد حيوية، مؤكدين في الوقت نفسه، ضرورة تعزيز الشراكة في هذا الصدد، بين المنظمات الإغاثية الدولية ونظيرتها المحلية، خاصة تلك التي كثفت أنشطتها الإنسانية، منذ اندلاع القتال.
وحذر باحثو «معهد الولايات المتحدة للسلام»، من أن المسار الحالي للمواجهات الدائرة في السودان، قد يُغيّر طبيعة الحرب الحالية هناك، ويهدد بحدوث انقسامات أكثر عمقاً، في مؤسساته الحاكمة، بل ويُنذر بتشكيل ما يصفه مراقبون بـ «هياكل حكم متوازية» في أراضيه. 
ويبرز ذلك كله، الحاجة لممارسة المجتمع الدولي ضغوطاً أكبر، على طرفيْ الأزمة، من أجل وضع حد للكارثة السياسية والاقتصادية والأمنية، المتصاعدة في الوقت الحاضر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©