الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات.. نموذج فريد في نشر قيم التعايش والأخوة الإنسانية

الإمارات.. نموذج فريد في نشر قيم التعايش والأخوة الإنسانية
15 نوفمبر 2023 01:04

أحمد شعبان (القاهرة)

أشاد علماء ورجال دين، بمبادرات التسامح في دولة الإمارات، ووصفوها بالنموذج الفريد على مستوى العالم الذي يهدف لنشر قيم السلام والعدل والرحمة والعيش المشترك وقبول الآخر والأخوة الإنسانية.
وتعمل الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، من خلال برامج ومشروعات ومبادرات، في تطبيق فعلي بمشاركة أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الدولة، وتتعاون على المستوى الدولي مع كل المؤسسات ذات الصلة، ومنظمات الأمم المتحدة، إلى جانب التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، سعياً لتحقيق السلام وترسيخ قيم التسامح في أنحاء العالم.
وتشارك الإمارات دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، والذي حددته الأمم المتحدة في الـ16 من نوفمبر من كل عام، بجهود ومبادرات لنشر قيم التسامح محلياً وإقليمياً ودولياً، ما جعلتها تستحق أن تنال الحصول على لقب «عاصمة عالمية للتسامح»، حيث عملت على مدى عقود طويلة، لتكون أرض التعايش والانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات.
روح الشريعة
وثمن العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط، الدكتور مختار مرزوق، مبادرات التسامح والأخوة الإنسانية التي تدعو إليها الإمارات، والتي تحث على العفو والصفح ونشر قيم التعايش والسلام، وأن يعيش الناس في أمن وأمان، وكل ذلك نابع من روح الشريعة الإسلامية.
واختارت الإمارات عام 2019 ليكون عاماً للتسامح، بما يرسخ دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، ويؤكد قيمة التسامح، باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً يعمق قيم الحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويعكس النهج الذي تبنته الدولة منذ تأسيسها في أن تكون جسراً للتواصل والتلاقي بين الشعوب والثقافات في بيئة منفتحة قائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخر.
وقال عميد كلية أصول الدين لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تسعى دائماً لنشر قيم التسامح، وتحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الدول، يعيشون على أرضها في أمن وسلم وسلام. وثمن مرزوق إنشاء دولة الإمارات المراكز الفكرية مثل «هداية» و«صواب»؛ بهدف محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، ونبذ خطاب الكراهية، وتصحيح الفكر المغلوط، إلى جانب الحث على التعايش السلمي بين الناس، لافتاً إلى أن تجارب الدولة ناجحة في مكافحة التطرف ومبادرات التسامح، وهذا التوجه تطبيق عملي يجعلها قوة ناعمة معتدلة في المنطقة، لاسيما أن الاعتدال هو أساس التسامح والتعايش.
هداية وصواب
وعززت الإمارات قيم التسامح والتعايش باستحداث وزارة للتسامح، واعتمادها البرنامج الوطني للتسامح، وإقامة شراكات دولية لبناء القدرات، ومنع العنف، ومكافحة الإرهاب والجريمة، مثل المعهد الدولي للتسامح، ومركز «هداية» لمكافحة التطرف العنيف، ومركز «صواب».
ومن جانبه، يقول القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر، الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، إنه يجب على العالم في هذا اليوم تذكر مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي احتضنتها الإمارات وقدمتها للعالم، وما بها من قيم تحث على السلام والعيش المشترك بين الشعوب، وبين معتنقي الأديان المختلفة. 
وأشار القس رفعت، خلال حديثه لـ«الاتحاد»، إلى أن الإمارات تهتم بصورة كبيرة بالتسامح، والعيش المشترك بين جميع الأديان، من خلال المبادرات والمشاريع التي تقوم بها، واهتمامها بالثقافات المتنوعة للشعوب، مشيراً إلى أن احتفال هذا العام مهم أكثر من أي وقت مضى، بسبب الأحداث الجارية في أنحاء المنطقة، وحاجة الدول للتمسك بمبادئ التسامح والسلام والعيش المشترك لوقف الحروب.
وشدد على حاجة الشعوب لترسيخ قيم التعددية وقبول الآخر وخاصة في ظل وجود أديان ومعتقدات مختلفة، والحاجة لنبذ العنصرية وخطاب الكراهية ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب بنشر قيم التسامح.
وأعرب القس رفعت فكري عن أمله في تطبيق نموذج الإمارات في التسامح وقبول الآخر والتنوع والتعددية الثقافية في العالم، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، لإنهاء الصراعات والحروب في العالم.
وثيقة الأخوة الإنسانية
بدورها، ثمنت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، جهود ومبادرات دولة الإمارات في نشر قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، لاسيما في ظل الوقت الراهن الذي يشهد العالم فيه كثيراً من الحروب، وحاجة الشعوب لهذه القيم وعلى رأسها السلام، في ظل الرخاء والتنمية والحضارة الحقيقية.
وقالت في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الدين الإسلامي يدعو إلى السلام، والتسامح والرحمة والعدل كمبدأ أصيل وقيم عظيمة في شريعتنا، وقد آن الأوان لتنفيذ بنود «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لنشر قيم التسامح والسلام.
وأشارت الصعيدي إلى أنها دعت في جامعة الدول العربية إلى الالتفاف حول «وثيقة الأخوة الإنسانية»، لأنها في غاية الأهمية، وتمثل نبض الحياة، وهي عمل جليل خرج من أرض التسامح من الإمارات، احتوت كل شيء واهتمت بالمرأة والأطفال والكبار، وقد انطلقنا بالوثيقة وطبقناها على الطلاب الوافدين بالأزهر من خلال برنامج «أخ ثان والرابط إنساني»، بهدف تطبيق قيم الوثيقة في دول هؤلاء على مستوى العالم، مشيرة إلى أن بنود الوثيقة تطبق في 137 دولة، بهدف تخريج الأجيال بفكرها، ومدى أهمية السلام والتسامح والتعايش.
التسامح و«COP28»
مع اقتراب مؤتمر «COP28»، الذي يحضره عدد كبير من زعماء العالم وقادة المنظمات الدولية والنشطاء والباحثين، وقعت وزارة التسامح والتعايش ورئاسة مؤتمر COP28، مذكرة تفاهم تؤسس للتعاون، بهدف تفعيل قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ضمن أنشطة المؤتمر، لما لها من أثر إيجابي على قضايا الاستدامة البيئية، والمناخ، إضافة إلى مشاركة وزارة التسامح في تنظيم وإدارة جناح الأديان في المؤتمر. 
وجاء ذلك في إطار سعي الإمارات لحشد كل الجهود لتحقيق أهداف «COP28»، من أجل الإنسانية في كل مكان بالعالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©