الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمار واسع في «زهرة النيلين» مع استمرار القتال

تصاعد أعمدة الدخان في الخرطوم جراء المعارك (أرشيفية)
22 أكتوبر 2023 01:32

دينا محمود (لندن)

بعد أن ظلت الخرطوم، أو العاصمة المُثلثة كما يُطلق عليها، رمزاً للسودان الحديث منذ استقلاله في منتصف خمسينيات القرن العشرين، تحولت المدينة الواقعة عند ملتقى النيليْن الأبيض والأزرق، على مدار الشهور الـ 6 الماضية، إلى مسرح لبعض من أعنف المعارك التي دارت بين القوات المسلحة السودانية، وقوات «الدعم السريع».
فالخرطوم التي شكلت ساحة للرصاصة الأولى للاقتتال الناشب حالياً بين الجانبين منذ منتصف أبريل الماضي، أصبحت أطلالاً بفعل المواجهات المستمرة على نحو يومي، وذلك وسط انعدام للخدمات الصحية بشكل شبه كامل، وفي ظل صعوبات متزايدة، تواجه محاولات وكالات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية، لمد يد العون لمن تبقى هناك من السكان.
ويقول الفارون من العاصمة السودانية، إن أكثر من نصف سكانها هربوا منها منذ اندلاع المعارك، ليصبحوا إما نازحين أو لاجئين، أما الغالبية العظمى ممن لا يزال متبقياً في الخرطوم، فهم من كبار السن أو الفقراء الذين لا يستطيعون تدبير الأموال اللازمة للخروج من المدينة التي يحلو للكثيرين وصفها بـ «زهرة النيليْن»، والتي كانت حاضرة للسودان، منذ أوائل القرن التاسع عشر.
وفي ظل خضوع مساحات واسعة من المدينة للحصار من كلا الطرفين المتحاربيْن، تفيد مصادر محلية، بأن الجانب الأكبر من الأضرار والخسائر التي ألحقتها الحرب بها، تتركز في أحيائها ومعالمها القديمة والتاريخية. 
وحدا ذلك بمراقبين غربيين، تحدثوا لمجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية الأسبوعية، إلى التحذير من أن العاصمة السودانية، ربما باتت تواجه الآن، مصير مدينة دريسدن الألمانية، التي دمرتها الغارات الجوية للحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية.
فبحسب السكان المتبقين في الخرطوم التي كان يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة قبل نشوب المعارك الحالية، لم يعد هناك أي مكان آمن فيها، لا سيما وأن أصوات إطلاق النار والقصف المتبادل، متواصلة في المدينة في كل يوم وليلة، وهو ما يعني وفقاً لمراقبين، أنه أياً كان الطرف الرابح من الحرب، فإنه لن يحكم في نهاية المطاف، سوى أطلال عاصمة لا أكثر.
وبالرغم من أن قوات «الدعم السريع» تسيطر على مؤسسات حيوية في العاصمة، فإن قوات الجيش لا تزال متحصنة في مواقع مهمة في المدينة نفسها، ما يقود لاستمرار المواجهات العنيفة بين الجانبين، ويحول في بعض الأحيان، دون أن يتسنى لذوي الضحايا المدنيين، مواراة جثث أحبائهم الثرى، والاضطرار إلى دفن الجثامين في أفنية المنازل أو في مقابر مؤقتة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©