الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات.. حضور إنساني فاعل في أفريقيا

الإمارات إحدى أهم وأبرز دعائم العمل الإنساني والإغاثي في قارة أفريقيا (إرشيفية)
25 سبتمبر 2023 02:32

أحمد مراد (القاهرة)

تشهد قارة أفريقيا حضوراً إماراتياً فاعلاً على المستوى الإنساني والإغاثي والتنموي خلال الفترة الحالية، يجسد تطبيقاً عملياً للدبلوماسية الإنسانية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويستكمل مسيرتها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفق ما جاء في وثيقة مبادئ الخمسين التي تنص على أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً». 
ومن مجموعة دول الساحل إلى دول القرن الأفريقي، ومن السودان إلى أوغندا والصومال، ومن تشاد إلى الكونغو الديمقراطية، تنتشر أيادي الإمارات البيضاء، مصحوبة بجسور جوية وبحرية وبرية تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية غير مشروطة، ولا ترتبط بدين أو عرق أو لون، يستفيد منها ملايين الأشخاص الذين يعانون أوضاعاً بالغة الصعوبة.
مبادرات إغاثية
اعتبر الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حالياً)، السفير أحمد حجاج، أن دولة الإمارات إحدى أهم وأبرز دعائم العمل الإنساني والإغاثي في قارة أفريقيا على مدى العقود الثلاثة الماضية، ما ساهم بشكل كبير في تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الجانبين.
وقال حجاج لـ «الاتحاد» إن الإمارات نجحت عبر مبادراتها الإنسانية وحملاتها الإغاثية في أن تبني مكانة خاصة داخل القارة السمراء، وهو ما يظهر بشكل واضح في حرص غالبية الدول الأفريقية على توسيع نطاق التعاون مع الإمارات في مختلف المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالمشروعات الإنسانية والتنموية التي تصنع فارقاً واضحاً لصالح الأفارقة.
وقبل أيام، افتتحت الإمارات ثاني مكتب تنسيقي للمساعدات الخارجية الإماراتية ببعثات الدولة بالخارج، بمنطقة أمدجراس في تشاد، ليدعم جهود الدولة لمساعدة الشعوب الأفريقية عبر توفير الدعم الإنساني والإغاثي من المؤسسات الإنسانية الإماراتية، إذ يتألف الفريق الإنساني الموجود في مكتب تشاد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
دبلوماسية إنسانية
وشدد الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية على أهمية الجهود التي تبذلها الإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا عبر عشرات البرامج التنموية وحملات المساعدات التي تستهدف التخفيف على الشعوب الأفريقية من تداعيات الكوارث الطبيعية، وآثار الصراعات التي تشهدها بعض دول القارة، على النحو الذي رأيناه في الجهود الإماراتية الداعمة للسودان التي تشهد الآن واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية.
ومع تفجر الأوضاع المأساوية بالسودان، أعلنت الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي للشعب الشقيق، وتحركت القوافل، بحراً وجواً وبراً، نحو السودان بآلاف الأطنان من الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية لإغاثة المدنيين المتضررين ودعم النازحين الذين فروا إلى دول الجوار.
وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أقامت الإمارات في يوليو الماضي مستشفى ميدانياً بمدينة أمدجراس التشادية لدعم السودانيين النازحين في تشاد، واستقبل المستشفى آلاف الحالات المرضية من المتأثرين بالأوضاع في السودان، ويواصل الفريق الإماراتي تقديم كل أشكال الدعم، وتوفير الاحتياجات الأساسية، بما يجسد الدور الرائد الذي تلعبه الإمارات في العمل الإنساني داخل القارة الأفريقية.
مبادئ راسخة
بدورها، أوضحت خبيرة العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتورة نهى بكر، أن الإمارات صاحبة حضور إنساني فاعل ومتميز في أفريقيا، تعكسه الجهود المتواصلة في تقديم المساعدات التنموية التي لا تنقطع عن مختلف أقاليم القارة السمراء.
وتُعد مجموعة دول الساحل التي تضم بوركينا فاسو، تشاد، مالي، والنيجر، أحد الأقاليم الأفريقية التي تحظى بدعم إماراتي متواصل، إذ تعد هذه الدول من بين أقل البلدان نمواً في العالم، وبلغت قيمة المساعدات الإماراتية لدول الساحل في الفترة بين عامي 2018 و2023 نحو 750 مليون دولار، بنسبة 3% من مدفوعات المساعدات الخارجية للدولة خلال هذه الفترة، وقد تم تقديم حوالي 75% من المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل في صورة مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16% و9% على التوالي. وكانت الإمارات قد قدمت في أكتوبر 2022 نحو 85 مليون دولار للتصدي للتحديات الإنسانية في منطقة القرن الأفريقي ودعم العمليات الإنسانية في إثيوبيا، بالتنسيق مع صندوق الإغاثة لمواجهة المجاعة.
وقالت خبيرة العلاقات الدولية لـ «الاتحاد» إن الحضور الإنساني الفاعل للإمارات في أفريقيا يجسد قيماً ومبادئ راسخة وثابتة تميز سياسة الدولة الخارجية التي تعتبر العمل الإنساني إحدى ركائزها الرئيسة، تعكسه المقولة الشهيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما أكد أن الإمارات ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة، ومصدر إلهام في العمل الإنساني.
وأشادت الدكتورة نهى بكر بحرص الإمارات على دعم أفريقيا لمواجهة تداعيات تغير المناخ التي فاقمت الأوضاع الإنسانية في العديد من دول القارة، وفي هذا الشأن تأتي المبادرات الإماراتية المتواصلة لإيصال المساعدات للأشخاص المتضررين من الجفاف في الصومال، وغيرها من الدول الأفريقية.
وتنفذ الإمارات حالياً العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية في الصومال، وسيَّرت جسوراً جوية وبحرية لإيصال آلاف الأطنان من المواد الغذائية لإغاثة المتضررين من الجفاف، وفي مارس الماضي وصلت سفينة المساعدات السابعة التي أرسلتها الإمارات منذ مطلع العام 2022، ووصلت السفن إلى مختلف الموانئ الصومالية، مقديشو، كيسمايو، بوصاصو، وبربرة.
وخلال العقد الماضي، نفذت الإمارات عشرات المشروعات التنموية في الصومال، شملت إنشاء المدارس والمراكز الصحية، منها مستشفى الشيخ زايد في مديرية شنغاني بمقديشو، ويقدم خدمات طبية مجانية لحوالي 300 شخص من الأسر الفقيرة يومياً.
أيادٍ بيضاء
أوضح المحلل والباحث السياسي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور مختار الغباشي، أن الأفارقة ينظرون إلى الإمارات باعتبارها «شريكاً إنسانياً» مهماً وحيوياً، ودائماً يجدونها بجوارهم في أوقات الشدة والأزمات، وتمد يد العون والمساعدة، وتنشر أياديها البيضاء آثارها الطيبة في العديد من الدول الأفريقية، وتتعدد مهامها بين البرامج الإنسانية والحملات الإغاثية، مجسدة قيم ومبادئ سياسة الدولة الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب.
وحظيت دول أوغندا وتشاد والكونغو الديمقراطية بالعديد من أوجه الدعم الإماراتي، على المستويين الإنساني أو الإغاثي، ففي يوليو الماضي افتتحت جمعية الشارقة الخيرية مجمعاً خيرياً على مساحة 464 متراً بمنطقة ميرمبي في أوغندا، يتضمن مسجداً ومدرسة وسكناً للطلبة وعيادة طبية ومنفذاً تجارياً وبئراً لتوفير مياه الشرب، كما تم توزيع حزمة من المساعدات في عدد من القرى والمناطق النائية، منها توزيع ملابس الكسوة، وآلات الخياطة للأسر المنتجة، والمواد الغذائية، وأجهزة طبية للمكفوفين.
وكانت الإمارات من أولى الدول التي سارعت إلى إرسال أطنان من المساعدات الإنسانية إلى تشاد في أكتوبر 2022 لإغاثة العديد من المناطق المتأثرة من الفيضانات، وتلبية الاحتياجات الضرورية لأكثر من 442 ألف شخص من المتضررين، وبحسب التقديرات الرسمية فإن القيمة الإجمالية للمساعدات الإماراتية لتشاد في الفترة بين عامي 2017 و2021 بلغت 27 مليون دولار.
استجابة فورية
وكانت الإمارات من أولى الدول التي استجابت لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الكونغو الديمقراطية بعدما شكل ثوران بركان جبل «نيراجونجو» في يونيو 2021، كارثة إنسانية كبيرة تسببت في تشريد نحو 450 ألف شخص، وقد أرسلت الإمارات طائرتي مساعدات تحملان المساعدات والمواد الإغاثية اللازمة للمأوى.
وأشار نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الإمارات لأفريقيا في المشروعات التنموية. 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©