عدد اليوم
شعبان بلال (الخرطوم، القاهرة)
قال المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عمار عمار، إن هناك نحو مليون طفل مشرد ونازح منذ بدء الأزمة في السودان، فيما يواجه الصغار مآسي الإصابة والتشرد ويفتقدون الرعاية الصحية والتعليم ونقص الخدمات، بالإضافة إلى انتشار العدوى بشكل كبير.
وأوضح عمار عمار، في حوار مع «الاتحاد»، أن القتال بين طرفي الأزمة أدى إلى مقتل نحو 300 طفل ومئات الجرحى، وهناك 14 ألف طفل في دارفور معرضون للعدوى بسبب نقص الرعاية الصحية وعدم وجود لقاحات لمواجهة «شلل الأطفال» ونقص الأدوات والأكسجين وضعف الخدمات الصحية وتراجع عمل المصحات الطبية والمستشفيات.
وشدد عمار عمار على أن كل هذه الأمور جعلت السودان من أكثر الأماكن التي يواجه فيها الأطفال خطراً كبيراً، مع توقعات بارتفاع أعداد المعرضين للإصابة بـ«شلل الأطفال» وتزايد معاناة المصابين مع النقص الواضح في المياه والغذاء.
وأشار الناطق باسم «اليونيسف» إلى أن المنظمة موجودة في 14 ولاية سودانية وتحاول تقديم الإمدادات الصحية لمنع انتشار العدوى، وإقامة مقرات آمنة قرب مناطق الاشتباكات المنعدمة فيها الخدمات الصحية، لتقديم الغذاء والماء واللقاحات، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لنحو 3 ملايين طفل معرضين لـ «شلل الأطفال».
وأوضح عمار أن «اليونيسف» تعمل على إقامة مقرات آمنة لمساعدة المدنيين وتوفير الرعاية الصحية للحد من انتشار الأمراض وعدم توقف الخدمات في مناطق بعينها، وتعمل بشكل واسع مع المتعاونين والدول الشريكة على خدمة ورعاية الأطفال والمدنيين لوصول الخدمات إليهم.
وتقدر عدد المستشفيات التي توقفت عن تقديم الخدمة 66 % من المستشفيات في مناطق الاشتباكات بالخرطوم.
ومن أصل 89 مستشفى مركزياً في العاصمة، يوجد 59 مستشفى متوقفاً عن الخدمة، و30 مستشفى يعمل بشكل كامل أو جزئي، بحسب نقابة أطباء السودان.
وطالب المسؤول الإعلامي بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة باحترام قواعد وحقوق الإنسان، والسماح بممرات آمنة للمدنيين والأطفال لمنع إصابتهم أو تعرضهم للقتل، معتبراً أن السودان يواجه أزمة كارثية من المتوقع أن تتدهور الأوضاع فيها بشكل أكبر إذا لم تتوقف الاشتباكات.
وكشف عمار عن أن ملايين الأطفال والأسر الأكثر ضعفاً لا يزالون عالقين في مرمى النيران، مع عدم قدرتهم الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ويتبادل طرفا الأزمة في السودان، تهم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات، لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 3.1 مليون نازح داخل وخارج البلاد، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وقدرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص.
