الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان.. تحذيرات من تفشي الأوبئة بين النازحين

نساء سودانيات يتجمعن في الخرطوم (رويترز)
3 يوليو 2023 01:02

دينا محمود (الخرطوم، لندن)

حذّرت منظمات إغاثية من أن الأزمة المتواصلة في السودان تهدّد بتفشي الأوبئة وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين.
ولجأ مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد إلى مناطق بقيت في منأى عن المعارك، لكنها تعاني كغيرها صعوبة في توفير الخدمات الأساسية.
وأمس، حذّرت منظمات الإغاثة الدولية من أن ولاية النيل الأبيض، على مسافة نحو 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم، باتت تستقبل أعداداً متزايدة من النازحين.
وقالت منظمات الإغاثة:  «تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال»، محذّرة من أن الوضع حرج في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأضافت: «عالجنا ما بين 6 و27 يونيو 223 طفلاً اشتُبه بإصابتهم بالحصبة، وتم إدخال 72 طفلاً وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما».
وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصاً مع بدء موسم الأمطار الذي يمتد بين يونيو وسبتمبر، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.
ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
ومنذ اندلاع الأزمة، شهد إقليم دارفور بعضاً من أسوأ أعمال العنف وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.
ووجد السودانيون المتدفقون على تشاد محنة جديدة بانتظارهم، بعدما عبروا الحدود بأعداد هائلة.
فالمناطق الشرقية من تشاد، التي يلوذ بها عدد كبير من اللاجئين السودانيين حالياً، هي من بين أشد مقاطعات هذا البلد، معاناة من نقص الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة والتعليم والسكن ومياه الشرب النقية، وهو ما يعني أن تدفق المزيد من الفارين من المعارك عليها، سيشكل ضغطاً إضافياً على الموارد الشحيحة هناك. وبجانب الوضع المعيشي المتردي من الأصل في تلك المقاطعات، أفضى توقف التجارة مع السودان بشكل كامل بفعل المواجهات المستمرة منذ منتصف أبريل إلى حدوث قفزة كبيرة في أسعار المواد الغذائية، والسلع الحيوية، ما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهل السكان واللاجئين سواء بسواء.
وتفيد تقديرات مستقلة، بأن أكثر من 140 ألف لاجئ سوداني، ما يزيد على 90 % منهم من النساء والأطفال، عبروا الحدود إلى تشاد منذ الـ23 من يونيو الجاري، وذلك وسط توقعات بتدفق آلاف آخرين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على وقع تصاعد أعمال العنف والمواجهات الدموية، في إقليم دارفور غربي السودان.
وتقول منظمات إنسانية، إن من بين هؤلاء اللاجئين، أكثر من 100 ألف طفل، انتقلوا مع أُسرهم للحياة على الجانب التشادي من الحدود، بحثا عن الأمان المفقود في وطنهم، إثر احتدام معارك دارفور، التي أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى من المدنيين، وشهدت عمليات سلب ونهب، وإضراماً للنيران في عدد من القرى والبلدات.
ويحذر مسؤولو منظمة «اليونيسف» المعنية بحماية الطفولة في العالم، من أن يؤدي استمرار تدفق اللاجئين السودانيين بالوتيرة الحالية على تشاد، إلى «تحطيم اللُحمة الهشة القائمة عبر الحدود» بين البلدين.
فهطول الأمطار المرتقب، سيجعل رحلة اللجوء أكثر تعقيداً، كما سيعرقل وصول الإمدادات الإغاثية، إلى بعض المناطق التشادية، التي يلوذ بها السودانيون في الوقت الحاضر، وذلك إذا ما تسبب في حدوث فيضانات، من شأنها عزل اللاجئين والمجتمعات المُضيفة لهم بشكل شبه كامل، عن العالم الخارجي.
ومن جهته، أكد جاك بوير، ممثل «اليونيسف» في نجامينا، أن الموارد التي تستعين بها هذه الوكالة الأممية لمد يد العون للأُسر السودانية وأطفالها «آخذة في النفاد»، قائلاً إن تدفق هؤلاء اللاجئين على الجارة الغربية لبلادهم، يتصاعد بوتيرة سريعة، بما يشكل أزمة خطيرة في تشاد نفسها.
وشدد بوير، في تصريحات نشرها موقع «بوليتيكس» البريطاني، على أن «اليونيسف» بحاجة للحصول على مزيد من المساعدات بسرعة، لـ«الحد من تبعات الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا»، وذلك بعدما لم يتسن لها حتى الآن، سوى جمع 10 % فقط من الميزانية، التي رصدتها للتعامل مع الأزمة الحالية.
اشتباكات عنيفة في الخرطوم
تجددت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدن الخرطوم الثلاث، وسُمع دوي إطلاق النار شمال غرب ووسط أم درمان، بحسب شهود عيان. وأفاد شهود عيان في الخرطوم، بأن مناطق «السوق الشعبي» و«شارع العرضة» والمنطقة الصناعية في أم درمان شهدت قصفاً عنيفاً منذ ساعات الفجر الأولى، مع سماع أصوات انفجارات عنيفة في المنطقة.
كما شهدت مناطق عدة في مدينة الخرطوم بحري المجاورة والمدينة الرياضية وحي الشجرة بالخرطوم اشتباكات وقصفاً مدفعياً قوياً، حيث ارتفعت سحب الدخان قرب مستودعات الشجرة واليرموك ومقر قوات الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم. وتصاعدت حدة القتال في البلاد في وقت قال فيه مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إن وفد بلاده الذي يزور موسكو طلب، خلال اجتماع الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مساعدة روسيا في إنهاء الأزمة في  السودان. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن عقار قوله: «شرحنا للافروف خلفية المشكلة في السودان، وناقشنا قضايا ذات علاقات ثنائية بعيداً عن الصراع، ووجدنا استجابة». وأدت الأزمة في السودان إلى مقتل نحو 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص.
وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى لـ«جرائم ضد الإنسانية» ويتخذ أبعاداً عرقية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©