السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السعودية: مليونا حاج يتأهبون لأداء المناسك الاثنين

استعدادات في مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن (أ ف ب)
24 يونيو 2023 00:58

أحمد شعبان، وكالات (مكة، القاهرة)

تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة أكثر من مليوني حاج، لأداء مناسك الحج التي تبدأ الاثنين، في تجمع مماثل لما قبل تفشي فيروس كورونا الذي حدّ من أعداد الحجاج لثلاثة أعوام.
وسمحت المملكة بأداء فريضة الحج العام الجاري، من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد ثلاث سنوات شهدت تقليص عدد الحجاج وعدم السماح لمن هم فوق سن الخامسة والستين بالحج على خلفية الجائحة.
ويتوقع أنّ يتجاوز الحجاج خلال العام الحالي المليونين، فيما شارك في المناسك العام الماضي 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفاً أتوا من الخارج، وفق البيانات الرسمية.
وأكّد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة أنّ المملكة تستعد لاستضافة «أكبر تجمع إسلامي عرفه التاريخ».
وقال في فيديو نشره حساب الوزارة على موقع «تويتر» إنّ «السعودية حكومة وشعباً ترحب بالحجاج في أكبر تجمع إسلامي عرفه التاريخ بأكثر من 2 مليون حاج قادمين من أكثر من 160 دولة».
من جهتهم، اعتبر علماء في الأزهر الشريف أن الحج أعظم دعوة للسلام والتسامح والإخاء الإنساني، ومن ثمار ومقاصد الفريضة أنها تجمع أطياف البشر على الحب والمودة والوحدة والتعارف، ونبذ العنصرية، وعدم الظلم أو إيذاء الغير، من المسلمين أو غيرهم، لأن رسالة الإسلام الوئام والتسامح بين البشر بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس. 
وقال الدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر لـ«الاتحاد»، إن الحج مؤتمر عالمي دعا إليه الله سبحانه وتعالى، أعظم دعوة للسلام والتسامح والإخاء، بمواصفاتٍ فريدة على كل المستويات، يُعقد في مكة المكرمة، وفي يوم عرفة ومنى والمسجد الحرام، وفي زمن معين.
وأوضح خضر لـ«الاتحاد» أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يؤدي فريضة الحج تحدث عن حرمة الدماء والأموال والأعراض، وحرمة البشرية على بعضها، وأنه يجب أن يكون هناك سيادة عالمية للسلام والأمن والأمان، حيث قال في خطبة الوداع: «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت»، وهذا يساوي السلام.
ولفت خضر إلى أن اجتماع المسلمين من شتى بقاع الأرض في يوم الحج؛ دعوة للسلم والسلام الذي يشعه المسلمون في كل فج عميق.
من جهته، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الفقه المقاصدي المتعلق بالأحكام الشرعية، يركز على أن الأهداف المرجوة والثمار التي تعود بالفوائد على الناس أجمعين من الحج؛ أنه تجمع عالمي لأطياف البشر، من العرب أو غيرهم.
وشدد كريمة في تصريح لـ«الاتحاد» على ضرورة أن يتدارس المسلمون في يوم عرفة قضايا ومشاكل الناس، مثل حماية البيئة، وإيقاف الحروب والصراعات، فهذا اليوم يُخاطب العالم أجمع، ومؤتمر عالمي للتسامح والأخوة.
بدوره، قال الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر لـ«الاتحاد» إن فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وهذا التجمع الكبير يضم أعراق البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم؛ أكبر مؤتمرٍ إنساني تحت مظلة التوحيد، يجمعهم شعار واحد، ويتجهون إلى قبلة واحدة، ويرددون أذكاراً واحدة.
وبدأ الحجاج منذ أكثر من أسبوعين بالتوافد إلى منافذ الحدود السعودية جواً وبحراً وبراً. وتزينت شوارع مدينة مكة المكرمة استقبالاً لمئات آلاف الحجاج بملابس الإحرام البيضاء، فيما تواصل الحافلات التي علقت أعلام دول مختلفة، نقل الحجاج إليها.
وقالت المغربية سعاد بن عويس، البالغة 60 عاماً، بُعيد وصولها برفقة زوجها إلى مطار جدّة، إنها تعيش «شعوراً مهيباً».
وتابعت بتأثر: «إنها أول مرة أقوم بالحج، وأتمنى أن يسهل الله طريقنا».
وأعلنت وزارة الحج والعمرة أن استعداداتها تشمل 17 قطاراً مخصصاً لنقل الحجاج من وإلى المواقع المقدسة تصل قدرتها الإجمالية إلى 72 ألف راكب في الساعة، إضافة إلى 24 ألف حافلة.
وأطلقت السعودية في 2019 مبادرة «طريق مكة» الرامية لإنجاز كل إجراءات الحجاج في بلدانهم، من أجل تسهيل عبور الحجاج.
وأفاد مدير الجوازات السعودية الفريق سليمان اليحيى أنّ المبادرة، العام الجاري، تضم 7 دول هي إندونيسيا وباكستان وبنجلادش وماليزيا والمغرب وتركيا وساحل العاج.
وأوضح أن الهدف هو إنهاء جميع إجراءات الحجاج المتعلقة بالأمتعة والصحة والتأشيرات في بلد المغادرة، مضيفاً: «حين يصعد الحاج إلى الطائرة يصبح وكأنه في رحلة داخلية، إذ ينزل من طائرته لسكنه».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©