عدد اليوم
دينا محمود (مقديشو، لندن)
أعلن وزير الإعلام الصومالي داود أويس، أمس، مقتل 20 عنصراً من حركة «الشباب» الإرهابية في عملية مشتركة بولاية جنوب غرب البلاد.
وقال أويس في مؤتمر صحفي بالعاصمة مقديشو، إن «عملية مشتركة بين الجيش والشركاء الدوليين جرت في منطقة بلد الأمين بإقليم شبيلي السفلى بولاية جنوب غرب».
وأضاف، أن «العملية استهدفت تجمعاً لمقاتلين من حركة الشباب، كانوا يخططون لشن عمليات إرهابية، ما أدى إلى مقتل 20 منهم»، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأكد الوزير، أن «المرحلة الثانية من الحرب ضد حركة الشباب ستبدأ قريباً بمشاركة قوات من دول الجوار».
وفي أكتوبر 2022، انطلقت المرحلة الأولى من الحرب التي تقودها الحكومة ضد «الشباب».
وفي الوقت الذي تكافح فيه السلطات الصومالية ووكالات الإغاثة الإقليمية والدولية لمواجهة موجة الجفاف الأشد وطأة من نوعها منذ 4 عقود في البلاد ومنطقة القرن الإفريقي بوجه عام، تتزايد المؤشرات على المحاولات المستميتة، التي تنخرط فيها حركة «الشباب» لاستغلال هذه الكارثة الإنسانية، لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.
وتتركز غالبية هذه المحاولات، في أماكن إيواء اللاجئين الصوماليين خارج البلاد، وخاصة في كينيا، حيث مجمع مخيمات «داداب»، الواقع شرقي هذا البلد، بقاطنيه البالغ عددهم 110 آلاف صومالي.
وكشف عدد من المقيمين في هذا المجمع، الذي يشكو كثير من الموجودين فيه من تردي أوضاعه المعيشية، عن أنهم تعرضوا لإغراءات من جانب إرهابيي «الشباب»، من أجل الانضواء تحت لواء هذه الحركة الدموية، التي تدين بالولاء لتنظيم «القاعدة»، ويصفها خبراء بأنها ذراعه الأكثر ثراءً، بفضل إيراداتها من عمليات تهريب السلاح والمتفجرات والفحم، وفرضها الإتاوات على الصوماليين المقيمين في مناطق سيطرتها.
وأشار هؤلاء اللاجئون، إلى أن وتيرة محاولات التجنيد هذه تسارعت، بعدما تقلصت المساعدات الإنسانية، التي تصل إلى مخيمات «داداب» على إثر اندلاع الأزمة الأوكرانية، وتوجيه الكثير من المنظمات الإنسانية، جانباً من الأموال التي كانت تخصصها في السابق لدعم الصوماليين، لتلبية احتياجات المنكوبين في أوكرانيا.
فعلى مدار السنوات السابقة، لاندلاع المواجهات في أوكرانيا أواخر فبراير 2022، كان من لاذوا بـ «داداب» وغيره من مخيمات اللجوء، يحصلون على حصص لا بأس بها من المساعدات، ويحظون برعاية طبية كذلك، ولكن نشوب الأزمة الأوكرانية، قاد إلى تخفيض الدعم الغذائي بشكل مفاجئ، إلى النصف تقريباً.
وأُبْلِغَ المقيمون في المخيم، بأن الإمدادات الغذائية الموجهة لمخيمات اللاجئين في إفريقيا، تعتمد في الأساس، على الحبوب التي تُزرع في روسيا وأوكرانيا، وأن الأزمة ألقت بظلالها على هذه المساعدات.
وفي تقرير نشره موقع «كودا ستوري» الإخباري، روى قاطنون في المخيم، تفاصيل الإغراءات التي عرضها عليهم بعد ذلك مسلحو «الشباب»، وعلى رأسها منحهم مواد غذائية، فضلاً عن مبالغ تتراوح ما بين 500 و700 دولار أسبوعياً، كي يتسنى لهم شراء الاحتياجات الأساسية الأخرى، لهم ولعائلاتهم.
