الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجدد التحذيرات من انهيار القطاع الصحي في السودان

أشخاص يسيرون بين أنقاض منزل مدمر في حي الأزهري بالخرطوم (أ ف ب)
7 يونيو 2023 01:03

دينا محمود (الخرطوم، لندن)

مع اقتراب الأزمة في السودان من دخول شهرها الثالث، تتجدد التحذيرات من تبعات المعارك على المنظومة الصحية، التي كانت بنيتها التحتية متداعية من الأصل، حتى قبل نشوب الأزمة الحالية.
فالعاملون في القطاع الصحي، يؤكدون أن استمرار المواجهات منذ منتصف أبريل الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يجعله على شفا الانهيار الكامل، بعدما أدت الاشتباكات، إلى حرمان السودانيين من 70% على الأقل، من خدمات الرعاية الصحية، بسبب نقص الإمدادات والموظفين، وتعذر الوصول إلى المستشفيات والمرافق الطبية.
بجانب ذلك، تعرض 17 مستشفى على الأقل للقصف، فضلا عن أن القتال أدى إلى إخلاء 21 مستشفى آخر بالقوة، وسط تصاعد الاعتداءات التي يتعرض لها أفراد الطاقم الطبي والموظفون، وتجبر الأطباء والممرضين في بعض الأحيان، على تقديم الرعاية لجرحاها.
وتزداد هذه الأزمة تفاقماً، على ضوء بيانات تشير إلى أن ما يقرب من 80% من خدمات الرعاية الصحية في السودان، تقع من الأساس في الخرطوم، التي تشكل الآن إحدى بؤرتيْن مشتعلتيْن للمعارك، مع إقليم دارفور، وهو ما يعني أن شل هذه الخدمات في العاصمة، يقود فعلياً إلى شلها في البلاد بأسرها.
وفي تصريحات نشرتها شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية على موقعها الإلكتروني، أكد أطباء سودانيون، أن المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية، لم تعد آمنة سواء للمرضى، أو لمقدمي خدمات الرعاية الطبية، الذين لم يعد بوسعهم الوصول بأمان لمثل هذه المنشآت، في ظل استمرار المعارك، التي أدت حتى الآن، إلى مقتل وجرح الآلاف.
ويقول الأطباء إن عدداً من ضحايا الاشتباكات، لقوا حتفهم بعدما تعذر تقديم المساعدة الطبية لهم في الوقت المناسب، فضلاً عن أن تواصل القتال، يقود إلى وفاة بعض أصحاب الأمراض المزمنة، الذين حرمتهم الاضطرابات، من تلقي الرعاية اللازمة، كما كان الحال عليه، قبل نشوب هذه الأزمة.
إلى جانب ذلك، تتعرض المستشفيات السودانية، كغيرها من المنشآت، إلى أعمال سلب ونهب واسعة النطاق في غمار المواجهات، وهو ما شمل أَسرَّتها ومخزوناتها من المستلزمات الطبية والأدوية، وهو ما يقلص بشكل كبير من قدرتها على تقديم خدماتها، لمن يستطيعون الوصول إليها.
وفي السياق، طالب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتوفير حزمة جديدة من التمويل للاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان، ودعم آلاف الأشخاص الذين نزحوا إلى الدول المجاورة وملايين الأشخاص المتأثرين بحركة النزوح في المنطقة.
ودعا إلى النظر لهذه الأزمة في سياقها الإقليمي، مع وصول تحرك سكاني هائل يبحث عن الأمان والمأوى والغذاء والرعاية الصحية، حاثًّا الاتحاد الدولي على دعم الجمعيات الوطنية في 6 دول مجاورة، وهي مصر وتشاد والصومال وليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
وشدد الاتحاد، في بيان، على الحاجة الملحة إلى ضخ الأموال لدعم المتضررين من الأزمة في السودان، مع تزايد وتيرة الهجرة الجماعية وانهيار الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية واقتراب موسم الفيضانات وأزمة الجوع التي تلوح في الأفق وتفشي الأمراض الذي أصبح أكثر حتمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©