عدد اليوم
أسماء الحسيني (الخرطوم)
أكد نجم الدين موسى مفوض العون الإنساني في السودان أن زهاء 15.8 مليون سوداني يحتاجون لدعم إنساني عاجل، قيمته 1.7 مليار دولار، وأن الجزء الأكبر من هؤلاء المحتاجين هم من الشرائح الضعيفة من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن تأخر الحل السياسي والظروف الاقتصادية الصعبة تعقد الأزمة الإنسانية. وأوضح موسى، في حوار مع «الاتحاد»، أن هناك أوضاعاً إنسانية صعبة في السودان، وأن مفوضية العون الإنساني أطلقت خطة الاستجابة الإنسانية العاجلة في نهاية ديسمبر الماضي، التي حددت احتياجات السودانيين المحتاجين لدعم إنساني عاجل في العام الحالي، وأشار إلى أن الأمم المتحدة تضمن وصول مساعدات لعدد 12 مليون سوداني من إجمالي العدد.
وقال المسؤول السوداني إن هذا الوضع الإنساني المعقد أحدثته ظروف كثيرة، منها المشاكل القبلية في بعض ولايات السودان، ووجود أعداد كبيرة في معسكرات النازحين خارج دائرة الإنتاج، وكذلك فشل المواسم الزراعية، مؤكداً أن تأخر الحل السياسي في السودان عامل مهم في تأخر حل كثير من القضايا.
وأوضح أن هناك أعداداً كبيرة موجودين في مخيمات النزوح في ولايات دارفور وولاية جنوب وغرب كردفان وإقليم الأزرق، وأن هناك أيضاً أعداداً كبيرة من السودانيين العائدين من دولة جنوب السودان والجارة إثيوبيا في عودة طوعية غير منتظمة إلى كل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، معتبراً أن هذه العودة تضع عبئاً إضافياً على الدولة السودانية في جانب توفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية من مياه الشرب والخدمات الصحية والتعليم والأمن.
وقال مفوض العون الإنساني إن السودان بلد مضيف لعدد كبير من اللاجئين من دول الجوار، كدولة إثيوبيا ودولة جنوب السودان ودولة أفريقيا الوسطى. وأشار إلى أن المساعدات التي يتلقاها النازحون لم تعد كما كانت في السابق، بسبب طول أمد النزوح، ولظهور أزمات إنسانية أخرى في بلاد أخرى منها سوريا واليمن وأوكرانيا على سبيل المثال، وأوضح أن الاقتصاد العالمي قبل أزمة كوفيد 19 كان متباطئاً، وتفاقمت الأوضاع بشدة بعد الأزمة الأوكرانية، ومن المؤكد أن قدراً كبيراً من دعم المانحين قد وجه لأوكرانيا، وهو ما أثر على مساهماتهم الإنسانية في مناطق أخرى قد يكون منها السودان.
وأضاف موسى أن للمجتمع الدولي دوراً كبيراً في دعم العمل الإنساني عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية في السودان، ورغم أن مبادئ العمل الإنساني تمنع ربط العمل الإنساني بالسياسي، لكن في حالة السودان قد توقف دعم الأمم المتحدة لمشروعات التنمية وتم تقييد كثير من الدعم الإنساني منذ 2021. وأشار موسى إلى الدعم الذي وصفه بالمقدر من الدول الشقيقة وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر لدعم السودان، والذي لم يتوقف في كل الأزمات، وخصوصاً خلال موسم السيول والفيضانات العام الماضي، وهو ما كان له الأثر الكبير في تخفيف وطأة معاناة المتضررين. كما أشار إلى مجهودات كبيرة تقوم بها الدولة السودانية بمؤسساتها لإيجاد شراكات اقتصادية واستثمارية كبيرة لسد الفجوة الغذائية المحلية والإقليمية، لما يتمتع به السودان من مساحات زراعية خصبة وواسعة.
