الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أفريقيا بانتظار استراتيجية جديدة لإنقاذها من «داعش»

أفريقيا بانتظار استراتيجية جديدة لإنقاذها من «داعش»
23 مارس 2023 02:21

دينا محمود (لندن)

بعد أسابيع قليلة على إجراء الولايات المتحدة تدريبات عسكرية لمكافحة الإرهاب، مع قوات من دول بغرب أفريقيا، وُصِفَت بأنها الأولى من نوعها، أكدت أوساط أمنية غربية، أن مثل هذا التعاون الميداني، لا يُغني عن بلورة نهج جديد من جانب واشنطن وأبرز حلفائها على الساحة الدولية، للتعامل مع الخطر الإرهابي المتنامي في القارة السمراء.
فالمعطيات على الأرض، تفيد بأن التنظيمات المتطرفة والمتشددة، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، تعمل على ترسيخ أقدامها في أفريقيا وبقاع مختلفة من العالم، بعد الهزائم التي مُنيت بها في منطقة الشرق الأوسط، على مدار النصف الثاني من العقد الماضي، وهو ما أفضى لخسارتها، مساحات واسعة من الأراضي هناك، خاصة في دول مثل العراق وسوريا وليبيا.
وحذرت الدوائر الأمنية الغربية، من مغبة الاستهانة بخطر «داعش»، خاصة بعدما تصاعدت وتيرة هجماته في أكثر من دولة أفريقية على مدار الشهور القليلة الماضية، وهو ما تمثل في اعتداءات دموية عنيفة، وقعت في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي شهدت إحدى القرى الواقعة في المناطق الشرقية منها، في وقت سابق من شهر مارس الجاري، هجوما أوقع 35 قتيلاً على الأقل.
كما نفذ إرهابيو «داعش» قبل ذلك هجمات ضد أهداف مدنية وأمنية في نيجيريا وبنين وتوجو، وذلك بالإضافة إلى اعتداءاتهم المتواصلة في دول منطقة الساحل، التي تشهد، وفقاً لخبراء ومحللين، أعلى معدل للتزايد في العمليات الإرهابية في العالم بأسره، بفعل عوامل من بينها الاضطرابات السياسية والأمنية وهشاشة الأوضاع الاجتماعية، 
بما يزيد من قدرة التنظيمات المتطرفة على تجنيد المزيد من العناصر، ويُضعف من قدرة السلطات، على مواجهة ما يُعرف بـ«التطرف العنيف».
وفي تصريحات نشرها موقع «ناينتين فورتي فايف» الإلكتروني، أكد خبراء أمنيون غربيون، أن من بين العوامل التي تساعد «داعش» على مد نفوذه في القارة السمراء، وجود تفاوت في التغطية الإعلامية، التي تحظى بها أنشطته، باختلاف الموقع الجغرافي. 
فبينما كانت وسائل الإعلام، تسلط الضوء بشكل كبير على الاعتداءات الدموية للتنظيم في الشرق الأوسط، إلى أن خسر 95 % تقريباً من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته هناك، لا تلقى هجمات إرهابييه في بقاع مثل أفريقيا، اهتماماً مماثلاً، وهو ما يجعل العالم شبه غافل عن الخطر المتزايد لـ«داعش»، في هذه القارة ذات الموقع الاستراتيجي.
ويوجب ذلك وفقاً لما قاله الخبراء الغربيون، وضع استراتيجية جديدة أكثر فاعلية للتعامل مع التهديد الذي يمثله تصاعد عمليات «داعش» في القارة الأفريقية على وجه التحديد، مع العمل على ألا يؤدي تركيز القوى الكبرى، على محاولات طي صفحة الأزمة الأوكرانية، إلى تبديد طاقاتها، والحيلولة دون أن تولي الاهتمام الواجب لهذا التنظيم، الذي بات البعض في الغرب، يقللون من خطورته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©