الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استقرار أفغانستان مصلحة استراتيجية للعالم

إرساء الاستقرار في أفغانستان والحيلولة دون تحويلها إلى ملاذ للإرهابيين (أرشيفية)
14 مارس 2023 01:52

دينا محمود (لندن)

حذر عضو البرلمان البريطاني دان جارفيس، من أن يؤدي استمرار الأزمة الأوكرانية للعام الثاني على التوالي، إلى أن ينسى العالم أفغانستان والمخاطر التي تُحْدق بها، مؤكداً أن تحقيق الاستقرار في هذا البلد، يصب في صالح مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، المعنية بالوضع هناك.
وشدد جارفيس، الذي سبق له أن خدم في صفوف القوات البريطانية في الأراضي الأفغانية، على ضرورة أن يدرك المجتمع الدولي، أن أفغانستان لا تزال تشكل مصدراً محتملاً لعدم الاستقرار، في ضوء مساعي تنظيمات إرهابية ومتطرفة، لاتخاذ أراضيها ملاذاً آمناً لمسلحيها.
وانتقد النائب البريطاني الشاب، ما اعتبره تناقضاً بين سياسات لندن المُعلنة، فيما يتعلق بدعم الشعب الأفغاني والخطوات المُتخذة بالفعل على الأرض في هذا الصدد، قائلاً إن المملكة المتحدة لم تُجِلِ بعد آلاف الأفغان، ممن قدموا الدعم لها خلال فترة نشر قواتها في أفغانستان، رغم أنها كانت قد وضعت خططاً لنقل هؤلاء إلى الخارج وإعادة توطينهم، وتعهدت ببذل قصارى جهدها على ذلك الصعيد.
ويتناقض ذلك، وفقاً لما قاله جارفيس في مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، مع منح السلطات في بلاده نحو 220 ألف تأشيرة دخول للأوكرانيين، منذ تصاعد الأزمة في وطنهم، وتحولها إلى صدام مسلح، في أواخر فبراير من العام الماضي، وهو ما اعتبره تنصلاً من جانب لندن، عن مسؤوليتها، حيال المواطنين الأفغان.
وبحسب المقال، يهدد انشغال المجتمع الدولي عن الوضع في أفغانستان، المكاسب التي تحققت هناك على مدار السنوات العشرين الماضية، من قبيل تراجع معدلات وفيات الأطفال الرضع بنسبة تصل إلى 50 %، وتحسن أوضاع التعليم والبنية التحتية، على نحو كبير.
وأبرز جارفيس ما كرسته بلاده من موارد بشرية ومادية للتعامل مع الأوضاع في أفغانستان، قائلاً إنها فقدت هناك أرواح أكثر من 450 من مواطنيها، كما استثمرت ما يفوق 27.5 مليار جنيه استرليني، أي ما يوازي 32.7 مليار دولار أميركي.
وأكد عضو مجلس العموم البريطاني منذ عام 2011، أن المصلحة الاستراتيجية لبريطانيا والعالم بوجه عام، تتمثل في ضمان إرساء الاستقرار في أفغانستان، والحيلولة دون أن تتحول إلى مأوى وملاذٍ للإرهاب الدولي، دون أن يتطلب الأمر في الوقت نفسه، الإبقاء على وجود عسكري أجنبي، على نحو طويل الأمد في هذا البلد.
ولتحقيق ذلك الهدف، دعا جارفيس إلى استمرار الدعم الدبلوماسي والإنساني البريطاني للأفغان، وتكليف شخصية سياسية مرموقة في المملكة المتحدة بقيادة جهودها في هذا الشأن، مثل وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند، الذي يرأس حالياً «لجنة الإنقاذ الدولية»، وهي منظمة غير حكومية، تُعنى بتقديم المساعدات الإنسانية، وتحقيق التنمية، على مستوى العالم.
وطالب النائب البريطاني العُمالي أيضاً، بتعزيز التنسيق بين بلاده ومختلف القوى الدولية والإقليمية المعنية بالملف الأفغاني، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وباكستان، مشدداً كذلك على أهمية التعامل مع كل الأطراف الأفغانية بلا استثناء، بما في ذلك ممثلو منظمات المجتمع المدني، بهدف تجنب إذكاء أي عداوات، وبلورة التوافق على أن جميع الأطراف ستستفيد، من إحلال الاستقرار في أفغانستان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©