الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مجهر تريندز 1» يستشرف مستقبل التقنيات العالمية في عصر الذكاء الاصطناعي

جانب من الندوة
4 مارس 2023 01:04

أبوظبي (الاتحاد)
أكد خبراء ومتخصصون في المجالات التقنية والذكاء الاصطناعي أن العالم يشهد سباقاً محموماً بين الدول الكبرى والقوى العظمى نحو التسلح العسكري المعتمد على الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي تلعب فيه الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) دوراً محورياً في تحديد بؤر الصراع العالمي، وهو ما يجعل التكنولوجيا والتقنيات هي المحدد الرئيس للقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية في العالم، مضيفين أن تايوان وحدها مصدر 90% من إنتاج أشباه الموصلات، وهذا أمر مثير للقلق، ذلك أن جهة واحدةً في العالم تتحكم في مكون أساسي للأجهزة الإلكترونية والهواتف والسيارات وغيرها.
وأشاروا إلى أن تطبيق الدردشة المبتكر Chat GPT سلاح ذو حدين، ولاسيما أن انتشار التطبيق أصبح واسع النطاق في وقت محدود للغاية، محذرين من الاستخدام العشوائي للتكنولوجيا، ومطالبين في الوقت نفسه بضرورة نشر الوعي بمخاطر استخدام التطبيقات المبتكرة بين عامة أفراد المجتمع، موضحين أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة والتشكيلات الإجرامية أصبحت تستخدم التطبيق بكثافة، وهو ما يجعل الأجهزة الأمنية مطالبة، وبسرعة شديدة، بالتصدي لهذه الجماعات المتطرفة وأفكارها الهدامة، وذلك من خلال مكافحة الفكر بالفكر عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

ذكرى التأسيس 
جاء ذلك التأكيد والتحذير والمطالبات ضمن الندوة الافتراضية الأولى التي انعقدت ضمن سلسلة ندوات «مجهر تريندز»، تحت عنوان: «التحديات المستقبلية للتقنيات العالمية: الذكاء الاصطناعي، وحروب الرقائق الإلكترونية»، وتزامناً مع احتفاء مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالذكرى الأولى لتأسيس مكتب دبي في الأول من مارس. 

وشارك في الندوة التي ناقشت في محوريها «الأثر المحتمل لروبوت الدردشة Chat GPT على سلوك الجماعات الإرهابية والتطرف، وبين عامة الناس»، و«المنافسة العالمية على الرقائق الإلكترونية»، كل من الدكتور جوسلين بيلانجر، الأستاذ المساعد في علم النفس، الأستاذ المساعد في الشبكة العالمية لعلم النفس بجامعة نيويورك أبوظبي، والدكتور كريس ميلر، الأستاذ المشارك في التاريخ الدولي في كلية فليتشر بجامعة تافتس، مؤلف كتاب: «حرب الرقائق.. صراع الهيمنة على التكنولوجيا الأخطر في العالم»، وأدارت النقاش في الندوة ريم الحوسني، اختصاصية استطلاعات الرأي في مركز «تريندز». 

صراع تكنولوجي 
واستهل الندوة، علي آل علي، الباحث في «تريندز»، بإلقاء الكلمة الترحيبية نيابة عن الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، قال فيها إن العالم أجمع عاش أزمة عميقة طوال السنوات الماضية، تمثلت في النقص الحاد في الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) التي باتت مسؤولة عن عمل كل شيء تقريباً، بدءاً من الهواتف المتحركة والإلكترونيات، ومروراً بالسيارات، ووصولاً إلى الأسلحة النووية، وهو ما أجّج صراعاً واسعاً حول الهيمنة على التكنولوجيا التي تُعدُّ الأخطر في العالم.

 

ذكاء اصطناعي توليدي 
وذكر آل علي أن تطورات الذكاء الاصطناعي المتسارعة أفرزت مؤخراً روبوت الدردشة Chat GPT الذي يعتمد على «الذكاء الاصطناعي التوليدي»، إذ يمكنه الرد على الأسئلة المعقدة وتقديم إجابات شاملة وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام، ولكن الإقبال واسع النطاق على التفاعل مع هذه التقنية جعل المتخصصين يتساءلون، هل يمثل Chat GPT بداية عصر تقني جديد، أم إن هذا الزخم سيتلاشى عندما يبلغ المستخدمون الحدود القصوى للقدرات الحالية التي يتمتع بها روبوت الدردشة؟، مضيفاً أن الندوة تطرح إجابات وافية لكل هذه التساؤلات، وتحدد مصير سباق التسلح بهذا الذكاء الاصطناعي الذي فتح بابَه الصعودُ الفريدُ لروبوت الدردشة Chat GPT. 

التقنية والإرهاب 
بدوره، استعرض الدكتور جوسلين بيلانجر، الأستاذ المساعد في علم النفس، الأستاذ المساعد في الشبكة العالمية لعلم النفس بجامعة نيويورك أبوظبي، الأثر المحتمل لروبوت الدردشة Chat GPT على سلوك الجماعات الإرهابية والتطرف، وبين عامة الناس، موضحاً أن تقنية تطبيق روبوت الدردشة Chat GPT كان محور حديث العالم في الفترة الماضية، وهو واجهة مبتكرة للحوار والحديث، ولديه قدرة فائقة على تذكر جميع المداخلات، مؤكداً أن هناك شكوكاً واقعية حول مدى مصداقية ودقة المعلومات التي يقدمها التطبيق للمستخدمين، وهو ما يجعل المشهد مرتبكاً حتى الآن، ذلك أن انتشاره أصبح واسع النطاق في وقت محدود جداً. 

وكشف عن أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة والتشكيلات الإجرامية أصبحت تعتمد على التطبيقات الذكية والبث الإذاعي ومنصات التواصل الاجتماعي في بث سمومها ومعتقداتها وأفكارها لاستقطاب الشباب وتجنيدهم، مضيفاً أن هذه التنظيمات والجماعات بارعة في الدعاية، إذ استخدم تنظيم داعش، على سبيل المثال، التكنولوجيا بطريقة فعالة إلى درجة أن التنظيم أضحى علامة جهادية عالمية، ونقطة حشد للجماعات الجهادية الصغيرة الأخرى للتكتل معه، ومشاركته طموحات الانتشار والتوسع. 

تكنولوجيا نشر التطرف 
وذكر جوسلين بيلانجر أن فن الاستدراج والاستمالة لم يكن أسهل مما هو اليوم بالنسبة إلى مجنِّدي الإرهابيين، وذلك بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل تطبيق روبوت الدردشة Chat GPT الذي ينتج نصاً يشبه النص البشري، ولدى برنامج Chat GPT القدرة على تصميم رسائل مخصصة لشريحة من السكان بناءً على تفضيلاتهم وقيمهم واحتياجاتهم، كما يتكيف هذا البرنامج باستمرار، في الوقت الراهن، باستخدام استراتيجيات جديدة لتحسين معدل نجاحه في نشر الأيديولوجيات أو الأخبار الكاذبة، ولديه القدرة على أن تصبح بمنزلة عناصر استدراج إرهابية مؤتمتة، تعمل على مدار الساعة لنشر التطرف بين الناس والتحريض على العنف. 
ونوه الأستاذ المساعد في الشبكة العالمية لعلم النفس بجامعة نيويورك أبوظبي بأن تطبيق الدردشة أصبح قادراً على الإدلاء بمعلومات حول الترصد والتتبع، متسائلاً إلى أي حد يمكن أن يصل تطبيق Chat GPT؟، موضحاً أن التطبيق سلاح ذو حدين ويتطلب من الجميع ضرورة نشر الوعي باستخدامه بين أفراد المجتمع، كما أن العالم يحتاج إلى تطوير برامج وتطبيقات ذكية تمنع نشر الإرهاب والجريمة بين أفراد المجتمع. 

حرب الرقائق 
أما الدكتور كريس ميلر، الأستاذ المشارك في التاريخ الدولي بكلية فليتشر - جامعة تافتس، مؤلف كتاب: «حرب الرقائق.. صراع الهيمنة على التكنولوجيا الأخطر في العالم»، فقد تطرق في حديثه إلى المنافسة العالمية والصراع المحتدم على الرقائق الإلكترونية، مبيناً أن الرقائق وأشباه الموصلات أصبحت تلعب دوراً كبيراً في صياغة مستقبل السياسات والاقتصاديات العالمية، كما أن الصناعات العسكرية أصبحت تعتمد بشكل كبير على الرقائق، وعندما حدث نقص فيها وقع اختلال في المشهد السياسي والعسكري العالمي الذي يعتمد بشكل كبير على أشباه الموصلات في تحديد ميزان القوى العسكرية، مضيفاً أن الأمر المثير للدهشة هو أن تايوان بمفردها تنتج 90% من أشباه الموصلات والرقائق في العالم، وهذا أمر يثير قلق القوى العظمى. 

سباق التسلح الذكي 
وأشار كريس ميلر إلى أنه في حال تعطيل قدرة تايوان على تصدير أشباه الموصلات، فستكون النتيجة كارثية على الاقتصاد العالمي، فقد ألقى تركُّز صناعة الرقائق في تايوان بظلاله على الهشاشة الاقتصادية والعسكرية، وهو ما دفع أميركا واليابان والصين للدخول على خط إنتاج أشباه الموصلات، والهدف من ذلك هو امتلاك أسلحة متطورة. وخلص ميلر إلى أن أشباه الموصلات تلعب دوراً محورياً في تحديد بؤر الصراع العالمي، وأصبح العالم يعيش في سباق محموم نحو التسلح المعتمد على الذكاء الاصطناعي. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©