الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في سوريا وتركيا

نازحون سوريون جراء الزلزال يعيشون على ظهر شاحنة بجندريس (أ ف ب)
17 فبراير 2023 01:59

دينا محمود (لندن)

رفع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءات الطوارئ من 200 مليون فرنك سويسري (215 مليون دولار) إلى 650 مليون فرنك سويسري، بسبب ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في سوريا وتركيا، حسبما ذكر مسؤول بالاتحاد الدولي. 
وقال جاجان تشاباجين للصحفيين في مطار بيروت الدولي: «بعد رؤية الدمار في سوريا وجميع التقارير القادمة من تركيا، أود أن أعلن أننا سنزيد تمويل الطوارئ إلى 650 مليون فرنك سويسري للدولتين، بواقع 200 مليون فرنك سويسري لسوريا و450 مليون فرنك سويسري لتركيا». وذكر تشاباجين، الذي كان في طريقه إلى تركيا بعد زيارة سوريا، أن الخطة في البداية توقعت جمع 80 مليون فرنك سويسري لسوريا، لكن هذا الرقم تم رفعه إلى 200 مليون. وأضاف: «أعتقد أن ما رأيته في حلب، التي زرتها، هو حقاً أزمة بعد أزمة»، مشيراً إلى الصراع المستمر منذ 12 عاما الذي بدأ في سوريا في 2011. رغم أن مفردة «النزوح» دخلت قاموس الحياة اليومية لكثير من السوريين منذ اندلاع الأزمة هناك قبل نحو 12 عاماً، بعدما أدى الصراع الناجم عنها، إلى أن يفر أكثر من نصف عدد السكان، من ديارهم، فإن الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري يوم الاثنين الماضي، أضاف ملايين آخرين، إلى قائمة النازحين في هذا البلد، البالغ عدد سكانه قرابة 23 مليون نسمة.
فخبراء شؤون اللاجئين التابعون للأمم المتحدة، يحذرون من أن الزلزال، الذي ناهزت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر وعُدَّ الأقوى من نوعه في المنطقة منذ عقود طويلة، ربما يكون قد خلَّف 5.3 مليون سوري على الأقل بلا مأوى، بعدما أدى إلى تدمير عشرات الآلاف من المباني، سواء بشكل كامل أو جزئي.
وتتزايد المخاوف من إمكانية زيادة عدد النازحين، على ضوء اتساع رقعة الدمار الناجم عن هذه الكارثة، ليشمل مدناً مكتظة بالسكان مثل حلب وحماة واللاذقية، بجانب مناطق حضرية وريفية من محافظة إدلب، لا تزال خاضعة لسيطرة بعض الفصائل المسلحة، وهو ما دفع مسؤولين أمميين للقول، إن ما تشهده سوريا حاليا يشكل «أزمة داخل أزمة»، لا سيما وأن البلاد لم تتعافَ بعد، من تأثيرات تفشي وباء كورونا.
وبالنسبة للكثيرين، ممن فروا من ديارهم هرباً من كارثة الاثنين الماضي، تشكل محنتهم الحالية، نزوحاً ثانياً، بعد الموجة الأولى التي نجمت عن اندلاع الصراع المسلح، الذي تراجعت وتيرته بشكل ملموس، على مدار الأعوام القليلة الماضية، بعدما بلغ عدد المتضررين منه منذ عام 2011، نحو 6.8 مليون نازح، بخلاف ملايين آخرين، عبروا الحدود إلى دول جوار سوريا.
وفي الوقت الذي يلوذ فيه المُشرَّدون جراء الزلزال، بأماكن إيواء مؤقتة في المساجد والكنائس والمدارس والمرافق الرياضية والفندقية، التي تسمح حالتها باستيعابهم، يقول مسؤولون عن الإغاثة في شمال غرب سوريا، إن عشرات الآلاف من الأبنية هناك، تضررت بدرجات متفاوتة، من بينها 500 على الأقل دُمِرَت بشكل كامل، و1400 تقريباً انهارت جزئياً.
ومنذ أن دمّر الزلزال منزلها في شمال غرب سوريا، تقطن المدرّسة سوزان العبدالله مع تسعة من أفراد عائلتها داخل شاحنة صغيرة في الحي ذاته، بعدما ضاقت سبل العيش بهم على غرار ملايين السوريين جراء الكارثة.
وتقول العبدالله، البالغة 42 عاماً، في مدينة جنديرس الحدودية مع تركيا: «العيش في السيارة صعب ونحن عائلتان من عشرة أفراد.. ننام ونحن جالسون».
وتضرّرت خمس محافظات بشكل رئيس في سوريا أبرزها إدلب وحلب المحاذيتان لتركيا. وفي المناطق المتضررة أبنية سويت بالأرض تماماً، وعائلات افترشت المدارس والمساجد والساحات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©