السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الاتحاد» ترصد آثار كارثة الزلزال المدمر في سوريا وتركيا

عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى مدمر في إدلب
8 فبراير 2023 01:41

عبدالله أبو ضيف، شعبان بلال (دمشق، أنقرة، القاهرة)

تتواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض في سوريا وتركيا غداة زلزال مدمر أودى بحياة أكثر من 7500 شخص في حصيلة غير نهائية، في سباق مع الزمن وفي ظلّ طقس شديد البرودة، فيما قدرت منظمات أممية أن يصل عدد المتضرّرين إلى 23 مليون شخص في البلدين.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد»، ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 5500، بالإضافة إلى نحو 27 ألف إصابة.
وأشارت في بيان إلى حدوث 422 هزة ارتدادية أقواها بلغت 7.6 درجة في قضاء «ألبيستان» بولاية كهرمان مرعش. ولفت البيان إلى مشاركة نحو 60 ألفاً في جهود البحث والإنقاذ، بينهم 3251 قدموا من 65 دولة.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن تخصيص أكثر من 5 مليارات دولار لعمليات إنقاذ الضحايا في المدن التركية.
وقال أردوغان، إن «الدمار في المنطقة يتسبب في إعاقة عمليات الإنقاذ، وإن طائرات مسيرة ومختلف القوى الأمنية والعسكرية تشارك في العمليات». وأضاف أن «هناك خطة لفتح فنادق أنطاليا أمام المتضررين من الزلزال، كما يجري إنشاء 54 ألف موقع للإيواء في مناطق الزلزال».

وطالب الرئيس التركي، رجال الأعمال بالتبرع لجهود الإنقاذ، كما دعا كل الدول للمساعدة بالمعدات اللازمة، موضحاً: «70 دولة عرضت المساعدة في البحث والإنقاذ».
وأعلن أردوغان، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في المناطق المتضررة بالزلزال والذي يُعد من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ، قائلاً: «نعيش واحدة من أكبر الكوارث العالمية الآن».
بدوره، أكد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن الزلزال هو «أكبر كارثة واجهت البلاد في التاريخ»، متوقعاً عدد ضحايا أكبر مما هو معلن.
وقال في مؤتمر صحافي عن جهود الإنقاذ «نحتاج إلى تضامن جميع الأتراك لمواجهة هذه الكارثة».
كما أعلن انهيار 941 مبنى في كهرمان مرعش، مضيفاً: «عمليات البحث والإنقاذ مستمرة ونسابق الزمن للوصول إلى المفقودين».
وقالت وزارة الدفاع التركية، إنه تم إخماد حريق شب في ميناء إسكندرون بمساعدة طائرات الهليكوبتر والطائرات العسكرية.
وفي سوريا، قُتل أكثر من 2000 شخص وأُصيب آلاف آخرون، بحسب السلطات السورية وعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأمضى مئات السوريين الخائفين من حدوث هزات أخرى، الليل في الشوارع والحدائق.

وناشدت منظمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة، أمس، الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية مساعدة منكوبي الزلزال بشكل عاجل، مشددة على أن «الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات لا تزال عالقة تحت الأنقاض».
وأشارت المنظمة إلى استمرار عمليات البحث وسط صعوبات كبيرة واستمرار الهزات الارتدادية.
وطالبت المنظمة الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم المادي ومساعدة المنظمات التي تستجيب لهذه الكارثة ومساعدة ضحايا الزلزال بشكل عاجل.
بدورها، كشفت مسؤولة بالأمم المتحدة، عن تعليق عملية نقل المساعدات العاجلة التي تقدمها المنظمة إلى شمال سوريا عبر تركيا بشكل مؤقت.
وقالت ماديفي صن سون، متحدثة المنظمة الأممية لعمليات تنسيق المساعدات الإنسانية، إن التعليق المؤقت لعملية نقل المساعدات إلى الشمال السوري جاء على خلفية الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال في البنية التحتية والطرق.
وأضافت أن المنظمة لا تعرف تحديداً موعد استئناف عملية نقل المساعدات إلى شمال سوريا.

وتوقع مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهيد مارشان، أمس، أن يصل عدد المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا وسوريا إلى 23 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل. وقال مارشان، إن «تركيا لديها قدرة قوية على الاستجابة للأزمة، لكن التحدي الحالي يكمن في تلبية الاحتياجات على الحدود السورية ـ التركية». وأوضح أن «المنطقة الحدودية السورية - التركية تواجه بالفعل أزمة إنسانية منذ سنوات، بسبب الحرب وتفشي الكوليرا».
وأضاف: «هذه أزمة على رأس أزمات متعددة في المنطقة المتضررة».
وقال أحمد كنعان مسؤول العلاقات العامة في منظمة الإغاثة العالمية التركية، إن الوضع مأساوي جراء الزلزال، فيما لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض لا يمكن الوصول إليهم بسبب حجم الأضرار.
وأشار كنعان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أنه يجري العمل على إغاثة الأسر المتضررة وتقديم يد العون، مضيفاً أنه تمت مناشدة الجميع لتقديم يد العون لمساعدة المتضررين والذين يبلغ عددهم عشرات الآلاف.
وأشار إلى أن الوضع مأساوي، خاصة مع الارتفاع المستمر لعدد الضحايا في الوقت الذي تستمر فيها الهزات الارتدادية.

وفي السياق، أكد شاهد العيان والباحث السياسي التركي جيواد غوك أن عشرات المدن التركية تعرضت للدمار بشكل غير مسبوق، مشيراً إلى أن عدد القتلى والضحايا يزداد كل لحظة بسبب دمار المباني. 
وأضاف غوك، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن فرق إنقاذ من دول عديدة وصلت إلى تركيا للمشاركة في مواجهة هذه الكارثة وانتشال القتلى ومعالجة الضحايا ونقلهم إلى أماكن أخرى، لافتاً إلى أن الوضع مأساوي في مدن عديدة نتيجة تداعيات الزلازل. 
الصحفي التركي علي أسمر قال بدوره، إن الزلزال لم تشهده تركيا منذ 100 عام تقريباً. وأشار إلى أنه لا يمكن التصريح بعدد دقيق من الضحايا في الوقت الحالي، خاصة وأن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة حتى الآن، والتي آثرت على الدول المحيطة.
وقال أسمر لـ«الاتحاد»، إن وزارة الدفاع التركية خصصت أكثر من 3500 عسكري و17 طائرة عسكرية لمساعدة المتضررين، فيما يصل المساعدين من المنظمات الإغاثية أكثر من 15 ألف شخص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©