عدد اليوم
نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات أنه لا بديل عن الحل السلمي لأزمة أوكرانيا، مشيرةً إلى أن المدنيين سيستمرون في تحمل وطأة الحرب حتى تتوقف الأعمال العدائية، مجددة التزامها بالوساطة البناءة لدعم كافة جهود السلام العادل والدائم.
وقالت الإمارات: «يصادف هذا الشهر مرور عام على بدء الحرب في أوكرانيا، فيما تعد هذه الاجتماعات بمثابة تذكير مهم بالثمن الذي يتم دفعه، حيث قُتل أكثر من 7000 مدني وفر ثلث السكان الأوكرانيين من ديارهم». وأشارت إلى أن «الضربات المستمرة ضد البنية التحتية الحيوية أدت إلى تدمير نظام الطاقة في أوكرانيا، مما جعل الحياة قاتمة بشكل خاص مع استمرار فصل الشتاء القاسي في البلاد».وأضافت معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمس، في بيان ألقته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، أن «الإحصاءات ترسم صورة مروعة للوضع في أوكرانيا»، مشيرة إلى أنه «في عام 2023 سيعتمد 17.6 مليون شخص على المساعدات الإنسانية، وما يقرب من 14 مليون نازح، فيما يحتاج 4.4 مليون عائد إلى المساعدة، و3.6 مليون معرضون لخطر العنف»، مرجحة ازدياد الأرقام وسط ظروف الطقس القاسية والأضرار الجسيمة للبنية التحتية للكهرباء والتدفئة.
وأكدت ضرورة مواصلة دعم الاستجابة من قبل دول الجوار، والأمم المتحدة، والبلدان المانحة، والجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض، حيث يقوم عمال الإغاثة بعملهم الحيوي في ظروف صعبة وخطيرة في كثير من الأحيان، لافتة إلى أن الأزمة أدت إلى تدمير المستشفيات وقوافل المساعدات ومراكز التوزيع، وفي هذا السياق، شددت نسيبة على الحاجة الملحة لضمان احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني والعمليات الإنسانية.
كما شددت على أهمية مبادرة حبوب البحر الأسود ومذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة لتسهيل تصدير الأسمدة، مؤكداً دور هذه الجهود في تخفيف الضغط الكبير على أسعار المواد الغذائية والإمدادات العالمية. في هذا السياق، حذر البيان من أن الفشل في معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي قد يؤدي إلى «زعزعة الاستقرار الشامل حول الكوكب»، مشجعاً على إزالة أي عقبات أمام مبادرة البحر الأسود للحبوب ومذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة لتسهيل تصدير الأسمدة. وقالت معالي السفيرة: «تدرك الإمارات حجم الدمار الإنساني في أوكرانيا، نحن نعمل على تسليم 100 مليون دولار من حزمة المساعدة التي أعلنا عنها أواخر العام الماضي، لا نزال على اتصال وثيق مع أوكرانيا بشأن دعم الاستقرار وإعادة الإعمار بعد الصراع». وأشادت لانا نسيبة، خلال بيان الدولة، بالجهود الدولية للتخفيف من معاناة الشعب الأوكراني، لا سيما جيران أوكرانيا الذين وفروا شريان حياة حيوياً للمدنيين المتضررين من الصراع، مؤكدة أن التضامن الدولي اللافت الذي ظهر منذ اندلاع الحرب قد آوى وأنقذ الملايين.
كما شددت، خلال البيان، مرة أخرى على أنه لا بديل عن الحل السلمي للصراع، لافتة إلى أن المدنيين الأوكرانيين سيستمرون في تحمل وطأة هذه الأزمة المدمرة حتى تتوقف الأعمال العدائية في أوكرانيا، ويتخلى الطرفان عن السعي لتحقيق النصر العسكري الكامل وتبدأ محادثات السلام.
وأكدت مواصلة الوساطة البناءة التي تؤدي إلى نتائج ملموسة وإيجابية لإنهاء الأزمة، كما حدث مؤخراً مع آخر تبادل للأسرى، مشيرة إلى ضرورة دعم جميع الجهود السلام العادل والدائم الذي يحترم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها، ويؤسس الأمن والاستقرار الإقليميين المستدامين.
