الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا يرفض الغرب إرسال «مقاتلات» إلى أوكرانيا؟

مطالبات أوكرانية بسرعة تزويدهم بمقاتلات متطورة (أرشيفية)
7 فبراير 2023 02:39

دينا محمود (لندن)

في وقت تتصاعد فيه مطالبات القادة السياسيين والعسكريين الأوكرانيين، لداعميهم الغربيين، من أجل الإسراع بتزويد قواتهم بمقاتلات من طرز متطورة مثل «إف -16» و«إف - 18»، يستبعد خبراء غربيون في مجال التسلح، إمكانية إمداد حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بهذه الطائرات الحربية المتطورة، لأسباب عملياتية وسياسية.
فأنظمة الدفاع الجوي الروسية المنتشرة بكثافة في ساحة المواجهة، سواء من طراز «سام» أو «إس -400»، قادرة على تشكيل تهديد لا يستهان به، لأي مقاتلات أميركية، قد يتم إمداد الجيش الأوكراني بها، وهو ما سيجبر أطقم هذه الطائرات، على التحليق على ارتفاعات منخفضة، لتفادي مخاطر إسقاطها.
وسيقود ذلك، وفقاً لخبراء عسكريين غربيين تحدثوا لمجلة «سبكتاتور» البريطانية واسعة الانتشار، إلى تقليل القيمة العملياتية لأي مقاتلات غربية تستعين بها كييف، وذلك على صعيد دعم القوات المحاربة على الأرض، أو الاضطلاع بأي مهام قتالية رئيسة، خاصة في شرق أوكرانيا وجنوبها، حيث تسود تضاريس مُسطحة، تُسهِّل مهمة أجهزة الرادار الروسية.
وحال الرغبة في تحييد هذه المنظومات، سيُضطر حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لشن حملة عسكرية واسعة النطاق، تستهدف تقويض قدراتها، ما سيكبد القوات الغربية خسائر في المقابل، حسبما أكد البروفيسور جاستن برونك الخبير البارز في شؤون القوة الجوية وتقنياتها في مركز «المعهد الملكي للخدمات المتحدة»، المعني بالشؤون العسكرية والأمنية في بريطانيا.
فأي عملية ناجحة على هذا الصعيد، ستستلزم الاستعانة بمئات المقاتلات المتطورة، وطائرات التزويد بالوقود في الجو، فضلاً عن الطائرات الخاصة بمهام الاستطلاع والمراقبة. وسيفوق ذلك، كما قال برونك، العدد المحدود من المقاتلات، الذي قد توافق الدول الغربية في نهاية المطاف، على إمداد الجيش الأوكراني به، سواء في وقت ما من العام الجاري، أو خلال عام 2024، حال استمرار الأزمة، إلى تلك الفترة.
ولكن تجاوز مشكلة العدد، إن حدث، لن يذلل العقبات التي تدفع صناع القرار في العواصم الغربية، للإحجام حتى الآن عن الاستجابة لمطالبات زيلينسكي وقادته المتكررة، بالحصول على مقاتلات. فتوريد هذه الطائرات الحربية إلى كييف، سيتطلب من الدول الغربية بالتوازي مع ذلك، إطلاق مهمة لوجستية واسعة، لإرساء البنية التحتية اللازمة للدعم الأرضي لها، وتمكين الأطقم الأوكرانية من تشغيلها.
وحتى إذا ما جرى إتمام مثل هذه المهمة، التي ستشمل عمليات تدريب وتوجيه مكثفة، بالاستعانة بمتعاقدين غربيين، فإن ذلك لن يقلل، حسبما شدد برونك، من المخاطر السياسية التي قد تترتب على ذلك، وهو ما يعني أن من الأفضل للغرب، أن يستعيض عن توريد مقاتلات لكييف، بتدريب طيارين أوكرانيين، لتحسين قدراتهم على قيادة مقاتلاتهم الحالية.
تُضاف إلى ذلك حقيقة، أن بنية وتصميم الجيش الأوكراني نفسه، مثله مثل نظيره الروسي، تجعلانه أكثر قدرة على شن عمليات برية، يضطلع فيها سلاحا المدرعات والمدفعية بالدور الأكبر، أكثر من الاعتماد على الدعم الجوي، كما هو الحال في قوات حلف «الناتو»، وهو ما يعني أن إمداد كييف المحتمل بمقاتلات غربية، قد لا يلعب دوراً حاسماً، في تحديد شكل المواجهة على الأرض، خلال المرحلة المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©