الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هجمات صاروخية تستهدف مقارّ حكومية في مقديشو

هجمات صاروخية تستهدف مقارّ حكومية في مقديشو
2 فبراير 2023 01:24

أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)

استهدفت عدة هجمات صاروخية القصر الرئاسي ومقار حكومية في العاصمة الصومالية مقديشو، تزامناً مع انطلاق قمة دول جوار الصومال التي تضم رؤساء (الصومال، جيبوتي، إثيوبيا، كينيا) لبحث الحرب على الإرهاب. واستهدفت حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال أمس، حياً بالعاصمة مقديشو يضم مقرات حكومية بـ 5 قذائف صاروخية، وفق مصادر متطابقة.
وقال مصدر أمني صومالي: إن نحو 5 تفجيرات سمع دويها في حي «ورطيغلي» الذي يضم القصر الرئاسي ومقار حكومية، دون مزيد من التفاصيل.
فيما ذكرت وسائل إعلام محلية، أن التفجيرات يعتقد أنها قذائف سقطت في حي «ورطيغلي»، لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية. من جهتها، أعلنت حركة «الشباب» مسؤوليتها عن التفجيرات التي وقعت في مقديشو، بحسب موقع «صومالي ميمو» المحسوب عليها.
وقالت الحركة في بيان، إنها استهدفت القصر الرئاسي وعدة نقاط تفتيش أمنية في مقديشو.
وتزامنت هذه التفجيرات مع انطلاق أعمال قمة رباعية أمنية ضمّت رؤساء الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا، لبحث الحرب على الإرهاب. ووافق الرؤساء الأربع على تشكيل آلية أمنية مشتركة لردع أنشطة الإرهاب لتأمين أمن الحدود المشتركة.

وقال بيان مشترك في ختام البيان، إن «رؤساء القمة وافقوا على إنشاء آلية عمل أمنية مشتركة لدول الجوار لاستئصال الإرهابيين وفتح جبهات قتالية متعددة جنوب ووسط الصومال».
كما توصل المجتمعون إلى «تشكيل آلية عمل لضمان أمن الحدود المشتركة لمنع تسلل الإرهابيين وتكفل حركة المرور القانوني».
وأيد البيان «الجهود الحكومة الصومالية لرفع حظر الأسلحة المفروضة عليها بحلول عام 2023».
واستبقت القمة إجراءات أمنية مشددة شملت إلغاء جميع الرحلات الجوية لمدة يومين، وإغلاق جميع الطرق الرئيسة في العاصمة مقديشو تفادياً لما يعكّر صفو أمن القمة.
جدير بالذكر أن دول إثيوبيا وكينيا وجيبوتي من بين الدول التي لها قوات ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.
ويخوض الصومال منذ سنوات حرباً ضد «حركة الشباب» التي أُسست مطلع 2004 وتتبع فكريا لتنظيم «القاعدة»، وتبنّت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.
وتواصل القوات الحكومية منذ يوليو 2022، بالتعاون مع عشائر مسلحة عمليات عسكرية ضد «الشباب»، وأعلنت مقتل المئات من عناصر الحركة واستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية عديدة.
وأوضحت الباحثة السودانية المتخصصة في العلوم السياسية بجامعة الخرطوم أسمهان إبراهيم أن الجيش الصومالي يخوض حرباً شاملة ضد عناصر «الشباب» الإرهابية، عبر تنفيذ خطط عسكرية واستراتيجية في جميع أماكن وجوده.
وأكدت أسمهان في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات الحكومية نجحت في تحرير ما يقرب من 40 بلدة ومدينة من أيدي التنظيم، منها مدن استراتيجية.
وأشارت الباحثة السودانية إلى أن «الشباب» من أشرس التنظيمات الإرهابية في العالم وأكثرها دموية وعنفاً، وتصنفها الولايات المتحدة الأميركية حركة إرهابية منذ عام 2006، وخلال الفترة بين 2017 و2022 شهدت الصومال تفجيرات راح ضحيتها أكثر من 2000 قتيل وجريح، وفي السابق كانت الحركة تسيطر على ثلثي العاصمة مقديشو، ولكن في عام 2011 أجبرتها القوات الحكومية على الانسحاب منها.
من جانبه، أوضح الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، لـ«الاتحاد» أن حركة «الشباب» فقدت مساحات كبيرة من مناطق تمركزها، ما جعلها ترد بمجموعة من العمليات الإرهابية المتلاحقة خلال الأشهر الأخيرة.
ويرى فاروق أن هذه العمليات الإرهابية جاءت في إطار الدعاية الإعلامية لإرهاب الرأي العام المحلي، معتبراً أنه هنا تأتي أهمية صمود الحكومة الصومالية وقدرتها على الاستمرار في المواجهة وحسم المعركة لصالحها.
وقال: إن «الخطوات التي اتخذتها الحكومة بما فيها الانتصارات العسكرية، ربما لا تقضي على الحركة بشكل كامل، ولكن المؤكد أنها تُحجم نشاطها، وبالتدريج يمكن القضاء عليها».
وأشار فاروق إلى أن حركة «الشباب» موجودة داخل المجتمع الصومالي منذ سنوات، وبالتالي فإن القضاء عليها نهائياً لن يكون سهلاً، ويحتاج لجهود ضخمة على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والفكرية والمجتمعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©