الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا.. جولة ثانية من احتجاجات «معركة التقاعد»

متظاهرون خلال اليوم الثاني من الإضرابات والاحتجاجات على مستوى فرنسا (ا ف ب)
1 فبراير 2023 01:50

عبد الله أبو ضيف، وكالات (القاهرة)

انطلقت، أمس، المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها النقابات العمالية في فرنسا، احتجاجاً على الخطة الحكومية لإصلاح نظام التقاعد.
وقادت النقابات يوماً ثانياً من الاحتجاجات، ضد رفع سن التقاعد، فيما أصيبت حركة مترو الأنفاق والسكك الحديدية في باريس باضطرابات، كما تم إغلاق معظم المدارس.
وقالت الشركة الوطنية للسكك الحديدية إنها تتوقع تسيير ثلث رحلات القطارات عالية السرعة، وحثت المواطنين على العمل من المنزل.    
وواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكبر احتجاجات منذ توليه الرئاسة في 19 يناير الجاري، عندما حشدت النقابات أكثر من 1.1 مليون شخص في الشوارع.
وأوضحت جيهان جادو رئيس المجلس المحلي لمدينة فرساي الفرنسية، أن النقابات هي العامل الرئيس في المظاهرات والإضرابات في أوروبا خلال الفترة الحالية ومنها فرنسا، حيث يوجد لأول مرة إجماع من النقابات الفيدرالية والعمالية والشباب الفرنسي في الخروج خلال الأسابيع الماضية للتعبير عن الغضب.
وأضافت أن المظاهرات في شكلها اقتصادي بحت، سياسي في العمق، لأن سياسة رفع سن المعاش والإصرار على تمرير هذا القانون رغم رفضه من غالبية قوى الشعب، من شأنه أن يُعرض للخطر الاستقرار المالي لفرنسا وتحسين قدرة اقتصادها على النمو وتوفير فرص العمل من وجهة نظر المتظاهرين.
وأشارت جادو إلى أن مظاهرات قطاع السكك الحديدية مردودها أزمة النفط العالمية التي ولدتها الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل مبالغ فيه، مما أثر بشكل كبير على إنتاج أغلب القطاعات الخاصة وأصحاب المطاعم والمخابز.
وقالت رئيس المجلس المحلي لمدينة فرساي الفرنسية، إن الأزمة الاقتصادية العالمية دافع أساس للتظاهر، رغم أن الحكومة الفرنسية ليس لها دخل مباشر فيها لكنّ المتظاهرين يعترضون بالدرجة الأولى على فقر خطة الدولة في الإصلاح، واكتفائها بإعطاء مسكنات بمعونات قليلة للمساعدة على الغلاء ولم ترتقِ إلى وضع خطة إصلاح شامل للأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الدكتور نزار الجليدي، إن أبعاد المظاهرات في القارة الأوروبية ليست فقط اجتماعية؛ لأن العائلات أصبحت تعاني مما يسمى بالفقر الطبقي ومن برد الشتاء، في ظل غموض مستقبل الطاقة.
وأضاف الجليدي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الأمر سياسي أيضاً وتنظيمي وهيكلي ونقدي، حيث إن النقابات هي عماد الديمقراطية، والفعل السياسي أصبح على المحك بعد أن عانى العديد من الأوروبيين آثار الغلاء. 
وأكد الجليدي أن موجة الإضرابات الأخيرة المتزايدة في أوروبا تعود للمرة الأولى إلى أبعاد اجتماعية وليست سياسية، خاصة مع معاناة أسر كبيرة من آثار الفقر الطبقي والشتاء القارس ونقص الوقود، الأمر الذي ينعكس سياسياً مع الوقت بتنامي أحزاب اليمين في الانتخابات وفوزهم ببرنامج قائم على الاقتصاد وليس على الموضوعات السياسية مثل الهجرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©