عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف وكالات (القاهرة)
على أمل إعطاء دفعة لترشيحه للبيت الأبيض، عاد دونالد ترامب إلى تجمعات حملته الانتخابية، بعد شهرين ونصف من إعلان ترشحه للسباق الرئاسي لعام 2024، حيث غادر الرئيس الأميركي السابق مقر إقامته في فلوريدا في رحلة مخطط لها مسبقاً إلى ولايتي نيوهامبشر وكارولينا الجنوبية. وتنظم هاتان الولايتان أولى انتخابات الحزب «الجمهوري» التمهيدية في مطلع عام 2024، وسيمنح الفوز لدونالد ترامب زخماً ثميناً وضرورياً لبقية الحملة.
لكن بعد أن تزعم ترامب لسنوات الحزب الجمهوري، لا يبدو أن الأمر محسوم بالنسبة له.
ففي ولاية نيوهامبشر الحدودية مع كندا، انتقد العديد من النواب الملياردير لأنه أضعف فرص الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة من خلال دعم مرشحين غير مؤهلين. ووصفت المحللة السياسية الأميركية هديل عويس المشهد السياسي داخل الحزب «الجمهوري» بالفوضوي، حيث توجد انقسامات هائلة، وهو ما بدا ظاهراً في انتخاب رئيس مجلس النواب، معتبرة أن الانقسام من الممكن أن يكون أكبر في اختيار مرشح الرئاسة من الحزب خلال الفترة المقبلة. وأضافت عويس في تصريحات لـ«الاتحاد» أن إصرار ترامب على الترشح من جديد يراه البعض ضد مصالح الحزب «الجمهوري» ويتسبب في انقسام بالشارع الأميركي بشكل عام، ومع ذلك يوجد جزء لا يستهان به مقتنع بترامب ما يجعل الأصوات الجمهورية مفككة في النهاية بين أكثر من مرشح خلال الفترة المقبلة.
من جهتهم، أعلن كبار مانحي ترامب أنهم لن يدعموا ترشحه في عام 2024، ومالوا لصالح حاكم فلوريدا والنجم الصاعد للحزب رون ديسانتيس الذي لم يعلن رسمياً ترشحه بعد. ويمثل كل هذا ضغوطا سياسية على الرئيس السابق الذي يواجه بالفعل عدداً كبيراً من التحقيقات.
وأوصت اللجنة النيابية التي حقّقت في الهجوم على مقرّ الكونغرس، بمقاضاته. كما تعهدت قاضية في جورجيا باتخاذ قرار «وشيك» يتعلق بالضغط السياسي الذي مارسه في تلك الولاية.
لكن مناصريه يحذرون من الاستخفاف بدونالد ترامب بهذه السرعة. وسيواجه المرشح الذي سيختاره المعسكر الجمهوري في نهاية هذه الانتخابات التمهيدية، سواء أكان دونالد ترامب أو غيره، المرشح الذي سيعلنه الحزب الديموقراطي في نوفمبر 2024. ويقول الرئيس جو بايدن حتى الآن إنه «ينوي الترشح مجدداً» ووعد بإعلان قراره في مطلع العام. وتدريجيا، بدأت تتشكل بنية ترشيحه المحتمل. وسيتوجه الرئيس الثمانيني إلى نيويورك الثلاثاء المقبل ثم إلى فيلادلفيا الجمعة، للقاء مؤيديه الأثرياء لتمويل حزبه. ولم يترشح أي ديموقراطي حتى الآن لمنافسته.
لكن عويس ترى أن الديمقراطيين يواجهون أيضاً انقساماً بشأن ترشيح جو بايدن من جديد، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي تكشف أن شعبية الرئيس الأميركي لا تتجاوز 40% حالياً، وهي نسبة تثير غضب الديمقراطيين الذين يبحثون عن مؤشرات لإعادة ترشيحه، والتي من المتوقع أن تأتى مع إلقائه خطاب حالة الاتحاد في فبراير المقبل.
من جهته، أكد المحلل السياسي الأميركي عاهد الهندي لـ«الاتحاد» وجود انقسام واضح داخل الحزبين حول مرشحيهما في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، لكنه اعتبر أن ترامب يتصدر القائمة المبدئية للحزب «الجمهوري» حتى الآن.
