عدد اليوم
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غرودندبرغ، أمس، على ضرورة الدعم الدولي من أجل المضي قدماً نحو تحقيق سلام مستدام وجامع يملكه اليمنيون، فيما حذر محللون سياسيون يمنيون من خطورة الوضع الإنساني في محافظة مأرب، في ظل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي باستمرار قصف المدينة.
والتقى غروندبرغ، أمس وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك ومسؤولين ألمان آخرين وتبادلوا وجهات النظر حول الوضع في اليمن وسُبل المُضي قُدماً نحو سلام مستدام وجامع يملكه اليمنيون ويحظى بدعم دولي، بحسب بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه.
وأعرب غروندبرغ عن تقديره لدعم ألمانيا الثابت لجهود الوساطة التي يبذلها ولجهود الأمم المتحدة في مجالات السلام والتنمية والإغاثة الإنسانية في اليمن، مشدداً على الحاجة إلى دعم دولي منسّق لمصاحبة اليمن على طريق يفضي إلى السلام.
وقال غروندبرغ: «يمكن للمجتمع الدولي تقديم ضمانات، ودعوة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتشجيعهم على منح الأولوية لمصلحة جميع اليمنيين، والعمل على ضمان إشراك أكبر قدر ممكن من فئات المجتمع اليمني في جميع مراحل العملية».
يأتي ذلك فيما يحذر محللون سياسيون يمنيون من خطورة الوضع الإنساني في محافظة مأرب مع موجات البرد والصقيع الشديدة التي فاقمت من معاناة الآلاف من الأسر المهجرة والنازحة في المخيمات، بينما تستمر الانتهاكات والجرائم «الحوثية».
وكانت وحدة إدارة المخيمات في مأرب أطلقت نداءً عاجلاً لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، للتدخل السريع والطارئ بإغاثة ومساعدة الأسر المهجرة في المخيمات وضرورة توفير مساعدات عاجلة لها والتخفيف من معاناتها، بعد أن أودت موجة البرد القارس بحياة 7 أطفال في المخيمات.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني همدان ناصر العلي إن 90% من اليمنيين الذين جاؤوا إلى مأرب بعد تصاعد الحرب يدخلون تحت تعريف «المُهجرين» لأنهم لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم ومنازلهم بسبب انتقام ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، وما تمارسه هذه الجماعة من جرائم ضد الشعب اليمني.
وأكد العلي لـ«الاتحاد» أن أغلب الموجودين في مأرب والمناطق المُحررة، من المُهجّرين الذين غادروا منازلهم في مناطق سيطرة «الحوثي»، بسبب التحريض ضدهم وملاحقتهم ومنع رواتبهم وتجويعهم، وحرمان أبنائهم من التعليم وإرغامهم على اعتناق معتقدات فاسدة متطرفة.
ونوه إلى أن جرائم الحوثي لم تتوقف في مأرب وتعز والضالع والمناطق اليمنية الأخرى، وبين وقت والآخر تقوم بقصف مناطق مدنية بآليات أو صواريخ أو الطيران المُسير كما حدث جنوب مأرب، وهذه الجرائم يذهب ضحيتها عدد هائل من المدنيين، معرباً عن أسفه للتغاضي الدولي على هذه الجرائم، وهو ما أسهم في تعقيد المشهد بشكل عام.
وشدد العلي على أن المُهجرين في مأرب والساحل الغربي يتعرضون لمعاناة طويلة في توفير احتياجاتهم من الطعام والشراب والدواء وعدم توفر المسكن والتعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى الإقامة بمخيمات في ظل هذا البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
وطالب بأن يكون المُهجّرون في اليمن ضمن قائمة اهتمامات المنظمات والوسطاء الدوليين، وإيجاد حلول لهم تضمن توفير احتياجات الأسر وإنهاء معاناتهم.
من جهته، أكد المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي أن الميليشيات الإرهابية تواصل استهداف محافظة مأرب بمختلف أنواع الأسلحة في إطار تصعيد قتالي ومماطلة في استحقاقات مسارات التسوية السلمية، وذلك يعكس أنها رفض الميليشيات الإرهابية للسلام والاستقرار.
وأوضح اليوسفي لـ«الاتحاد» أن ميليشيات «الحوثي» تُصعد عسكرياً وتزيد من معاناة اليمنيين، وتزيد من الانتهاكات وتعمق مأساة الشعب اليمني.
إحباط محاولة تسلل «حوثية» في تعز
أحبطت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، أمس، محاولة تسلل لميليشيات «الحوثي» الانقلابية الإرهابية في أطراف منطقة الكدحة غرب المدينة، وأجبرتها على الفرار.
وأفاد مصدر عسكري يمني بأن اشتباكات متقطعة دارت بين الجيش اليمني والميليشيات في المطار القديم وجبل هان وحذران والأحطوب غرباً والدفاع الجوي شمالاً ووادي صالة شرق المدينة، لافتاً إلى إقدام الميليشيات على استحداث وإنشاء تحصينات جديدة في الخطوط الأمامية للجبهات.
