الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التعليم الرقمي» ملاذ الأفغانيات لتحقيق حلم الدراسة الجامعية

طلاب مدارس يقرؤون داخل مكتبة في بلدة دارا أدامخل (أ ف ب)
18 يناير 2023 02:01

دينا محمود (لندن)

بعد نحو شهر على صدور قرار في أفغانستان بمنع الفتيات من الالتحاق بالجامعات، ما أثار ردود فعل غاضبة واسعة النطاق داخلياً وخارجياً، تفيد المؤشرات بازدياد عدد الراغبات في الانخراط في هذه المرحلة التعليمية «عن بُعد»، لا حضورياً.
ولكن هذا الأمر، يجري في إطار من التكتم الشديد، كي لا تُحاسب من تستعين به، باعتبار أن ذلك يمثل تحايلاً على قرار الحظر الذي صدر في العشرين من ديسمبر الماضي، وقاد إلى إغلاق أبواب 40 جامعة حكومية ونحو 140 جامعة خاصة، توجد في أفغانستان، من بينها قرابة 70 في العاصمة كابل وحدها، في وجه فتيات هذا البلد.
وقد أدت هذه الخطوة، بحسب متابعين للشأن الأفغاني، إلى اتساع رقعة ظاهرة «التعليم السري» للفتيات، التي كانت تقتصر قبل صدور القرار الأخير، على مرحلتيْ التعليم المتوسط والثانوي، اللتين حُظِرَ التحاق الأفغانيات بهما في مارس من العام الماضي، ما دفع كثيرات منهن، لمواصلة تعليمهن في «مدارس سرية»، فتحت أبوابها لهذا الغرض، في مناطق مختلفة من أفغانستان.
وتفيد بيانات نشرتها وسائل إعلام في الولايات المتحدة، بأن هناك إقبالاً في الوقت الحالي من جانب الفتيات الأفغانيات، على الالتحاق بجامعة «الناس»، وهي مؤسسة أميركية غير هادفة للربح، تقدم خدماتها في مجال التعليم العالي عبر شبكة الإنترنت، بدون تقاضي رسوم.
وقال مسؤولون في الجامعة، التي يدرس فيها بالفعل آلاف الأشخاص ممن تعذر عليهم إكمال تعليمهم في بُلدانهم الأصلية حضورياً، إنهم تلقوا في الأسبوع الأول لصدور قرار حظر التعليم الجامعي على فتيات أفغانستان، طلبات للالتحاق من جانب أكثر من 2200 منهن، وهو العدد الأكبر على الإطلاق، الذي تتلقاه هذه المؤسسة من المقيمات في ذلك البلد، منذ عودة حركة طالبان للإمساك بزمام الأمور فيه.

أسماء مستعارة
في تصريحات نشرتها صحيفة «ذا هيل» الأميركية، قال شاي ريشيف رئيس جامعة «الناس»، التي بدأت عملها عام 2009، إنه يعتقد أن غالبية الأفغانيات اللواتي يسعين للالتحاق بالجامعة، هن ممن أُجبِرن على التوقف عن مواصلة مسيرتهن التعليمية وترك مقاعد الدراسة، مشيراً إلى أنهن لا يزلن يردن أن يشعرن بأنهن «جزء من هذا العالم».
وفي الوقت الحاضر، يبلغ عدد الطالبات الأفغانيات، اللواتي يدرسن في هذه الجامعة عن بُعد، قرابة ألفيْ طالبة، أما عدد طلبات الالتحاق المُقدمة من النسوة والفتيات من أفغانستان، فيصل إلى نحو 10 آلاف طلب. وتسمح إدارة الجامعة، لمن يلتحقن بها من الفتيات الأفغانيات، باستخدام أسماء مستعارة خلال فترة الدراسة، لمنحهن قدراً أكبر من الأمان.
ولا يقتصر الأمر على هذه الجامعة الأميركية وحدها، فمنصة «فيوتشر ليرن» التعليمية الرقمية البريطانية، قالت إن مرات الدخول على مواقعها وخدماتها زادت من أفغانستان، بنسبة تصل إلى 700 في المئة، منذ صدور قرار حظر دخول الفتيات هناك للجامعة، وهو ما يعني بحسب القائمين على هذه المنصة، تسجيل أكثر من 1800 طلب التحاق جديد بها.
وأشارت المنصة التعليمية الرقمية، إلى أن خطوة الحظر، دفعتها لاتخاذ قرار بالسماح للفتيات الأفغانيات، بالاستفادة مجاناً من كل الدورات التعليمية التي توفرها، ما يمنحهن الحق، في تلقي أكثر من ألف دورة دراسية تقدمها جامعات مختلفة، والحصول على شهادات تفيد بإتمامهن لها كذلك. غير أن فتيات أفغانيات، أشرن في تصريحات نشرتها «ذا هيل»، إلى أن توفير تكاليف الاتصال بالإنترنت على نحو ثابت ومستمر ليس بالأمر الهين بالنسبة لهن، كما قلن إنهن يضطررن في أحيان كثيرة، إلى إخفاء كل ما يدل على أنهن يتعلمن عن بُعد، عمن يزورون منازلهن من الأقارب والمعارف، تجنباً للتعرض لأي عواقب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©