الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة أوكرانيا تكشف «الصراعات الخفية» في أوروبا

أرشيفية
29 ديسمبر 2022 01:56

دينا محمود (لندن)

لم يعد القتال الدائر في أوكرانيا منذ أكثر من 10 أشهر، مجرد صدام عسكري بين طرفين، بل تحول، وفقاً لدوائر تحليلية غربية عدة، إلى معركة حاسمة، من شأنها صياغة مستقبل القارة الأوروبية، وبات بمثابة اختبار لا يبدو يسيراً، يواجه القوى الرئيسة في أراضيها.
فالأزمة الأوكرانية، كشفت النقاب بنظر الكثيرين، عن البنية المتداعية لتوزيع القوى في أنحاء القارة العجوز على نحو غير متناسب، وهو ما كان مستتراً تحت غطاء المؤسسات المختلفة، التي تقود العمل الجماعي في أوروبا، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
كما تطرح الأزمة وتبعاتها الإقليمية المختلفة، خاصة على الصعيديْن العسكري والسياسي، تساؤلات بشأن مدى كفاءة تلك المؤسسات، وقدرتها على الاضطلاع بالمهام المنوطة بها، وذلك بالتوازي مع إماطة الصدام الحالي اللثام، عن وجود مصالح متنافرة، بين دول أوروبية وازنة.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية اليومية على موقعها الإلكتروني، أكد أندرو آيه.ميكتا عميد كلية الدراسات الأمنية والدولية في مركز «جورج سي. مارشال الأوروبي للأمن»، أنه سيكون للأزمة الراهنة، أياً كانت مآلاتها، تأثيرات «حقيقية ودائمة» على مستقبل أوروبا.
فمن المحتمل أن تفضي الأزمة الحالية، إلى ظهور مراكز ثقل أوروبية جديدة، خاصة في الشمال والشمال الشرقي من القارة، بعدما قررت دول مثل السويد وفنلندا، المضي قدماً على طريق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). أما الحلف نفسه، الذي ضخت الأزمة الأوكرانية دماء جديدة في شرايين دوره السياسي، فيواجه خطر فقدانه لكثير من أهميته ودوره، لا سيما في ظل استمرار حالة الضعف العسكري على الساحة الأوروبية.

نقطة تحول
أشار ميكتا، الباحث البارز في مركز «سكوكروفت للأمن والشؤون الاستراتيجية» التابع لمؤسسة «أتلانتيك كاونسيل» الأميركية المرموقة للأبحاث، إلى أن أوروبا أصبحت الآن عند «نقطة تحول»، مع إدراك قادتها، أن ما يحدث في أوكرانيا، سيحدد مسار تطورها، وطبيعة العلاقات بينها وبين الحليف الأميركي، عبر المحيط الأطلسي.
وشدد المحلل السياسي الغربي، على أن الأزمة الأوكرانية، أطلقت شرارة عملية تغيير لا يمكن العودة فيها إلى الوراء، ودحضت كذلك، ولو جزئياً، التصور الذي ساد لعقود، بأن دول شرق أوروبا ليست سوى «فناء خلفي منعزل وراكد»، تابع للبُلدان الواقعة في غرب القارة، التي طالما كانت أكثر نفوذاً على الساحة الدولية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©